المساواة في الإسلام
(عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠))
الإعراب :
(عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى أَنْ جاءَهُ) : في موضع نصب ؛ لأنه مفعول لأجله ، وتقديره : لأن جاءه ، فحذف اللام فاتصل الفعل به. ومنهم من جعله في موضع جر ، بإعمال حرف الجر مع الحذف ، لكثرة حذفها معها ، وهي وحرف الجر في موضع نصب بالفعل قبلها.
(فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى فَتَنْفَعَهُ) : بالنصب على جواب الترجي : (لعل) بالفاء بتقدير (أن). وبالرفع بالعطف على (يَذَّكَّرُ).
(وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى يَسْعى) : حال من فاعل : جاء. (وَهُوَ يَخْشى) حال من فاعل : يسعى ، وهو الأعمى.
البلاغة :
(عَبَسَ وَتَوَلَّى ..) ثم قال : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) التفات من الغيبة إلى الخطاب دلالة على مزيد الإنكار ، وزيادة في العتاب ، وتنبيها للرسول صلىاللهعليهوسلم إلى العناية بشأن الأعمى ، كمن يشكو جانيا بطريق الغيبة ، وهو حاضر ، ثم يقبل على الجاني مواجها بالتوبيخ. وفي ذكر الأعمى إنكار أيضا ؛ لأن العمى يوجب العطف والرأفة عند ذوي الآداب غالبا ، لا التولي والعبوس.
(يَذَّكَّرُ) و (الذِّكْرى) جناس اشتقاق.
(عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ، وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) سجع مرصع.
(تَصَدَّى تَلَهَّى) بينهما طباق.