السماء على أحد ، وإنما يقوم بتعليمه وتبليغه دون انتقاص شيء منه ، قال مجاهد : لا يضنّ عليكم بما يعلم ، بل يعلّم الخلق كلام الله وأحكامه.
٧ ـ بعد وصف كل من الرسول الوسيط جبريل والمرسل إليه بالأمانة في تبليغ الوحي ، حسم الأمر في شأن القرآن ، فأعلن بأن القرآن ليس بقول شيطان مرجوم ملعون ، كما قالت قريش ، ولا بقول كاهن ولا مجنون ، وإنما هو موعظة وبيان وهداية للخلق أجمعين ، لمن أراد أن يستقيم أي يتبع الحق ويقيم عليه.
٨ ـ حكم الله بعد هذا الوصف على قريش بالضلال والضياع بقوله : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) أي فأيّ طريقة تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بيّنت لكم ، أو بعد هذه البيانات التي أوضحتها لكم.
٩ ـ لا يعمل العبد خيرا إلا بتوفيق الله ، ولا شرا إلا بخذلانه ، وليس للإنسان مشيئة إلا أن يشاء الله تعالى أن يعطيه تلك المشيئة ، وفعل الاستقامة موقوف على إرادة الاستقامة. والله هدى بالإسلام ، وأضل بالكفر.
والاستقامة : هي سلوك الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السموات والأرض. قال الحسن البصري : والله هدى بالإسلام ، وأضل بالكفر.
والاستقامة : هي سلوك الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السموات والأرض. قال الحسن البصري : والله ما شاءت العرب الإسلام حتى شاءه الله لها.
قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ ، وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى ، وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ، ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) [الأنعام : ٦ / ١١١] ، وقال سبحانه : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [يونس : ١٠ / ١٠٠] ، وقال عزوجل : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ، وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) [القصص ٢٨ / ٥٦].