إلى كفر تخاريم المذكورة وباشر أهلها عمارة السراي والمستودع. ثم في سنة ١٣٣١ أعيد مركز القضاء إلى جهة الريحانية وهو لم يزل فيها حتى الآن.
قال ابن شداد في حارم بعد أن تكلم عليها كلاما طائل الذيل : وهذا العمل (١) يشتمل على قرى ومزارع وبساتين فيها عيون عليها طواحين وهي بها تسمى دمشق الصغرى لكثرة ما فيها من سائر الفواكه قال : وحدّ هذا العمل من القبلة جبل أرمناز والجبل الأعلى وجبل باريشا وكلها معمورة بالضياع والقرى وتنتهي هذه الناحية إلى البئر الطيب من الروج ومن الشرق تنتهي إلى تيزين وجبل ليلون وكل هذه الجبال يتفجر منها الأنهار وهي ملتفة الأشجار ومن الشمال ينتهي إلى جسر قيبار على عفرين وعليه أرحاء السمونية إلى بلد البلاط وهذه الأرحاء الآن وقف على بيمارستان أرغون بحلب وتشتمل على قرى العمق. ومن الغرب تشتمل على ناحية يقال لها الإقليم تنتهي إلى نهر العاصي. وكان في هذه النواحي ما يزيد على ثلاثين واليا يتصرفون من جهة من يكون نائبا عن السلطان بحارم. اه. كلام ابن شداد.
قلت كلمة باريشا مأخوذة من باريشاتس اسم زوجة دارا ملك الفرس وكانت تملك جميع تلك النواحي.
سكان حارم يتكلمون بالعربية وكلهم مسلمون وسكان الجبل الأعلى أكثرهم دروز. وأما القضاء ففيه العربي والتركماني والكردي. وفي جهة الريحانية من هذا القضاء يوجد عدة عيون حارة تعرف بالحمامات قدمنا ذكرها في الكلام على الحمامات المعدنية. ومن هذه الجهة يمر نهر عفرين ويصب في بحيرة العمق وقد اشتهر بعض القرى من هذا القضاء بنسج البسط والسجادات. وقرية باريشا اشتهرت بكثرة التبغ المعروف بالتتون وجودته حتى إنه ربما حمل هدايا إلى البلاد البعيدة كالآستانة.
ومن القرى المشهورة في هذا القضاء (كفر تخاريم) وهي قرية واسعة ذات مياه لذيذة قد اشتملت على جامعين ومئة دكان ودار حكومة ومستودع للرديف مستجدين.
وفي هذا القضاء أيضا مدينة أرمناز وهي بليدة قديمة لها ذكر في التاريخ كانت تعد
__________________
(١) انظر حاشيتي الصفحة السابقة. وقد يطلق «العمل» على ما يسمى اليوم ب «المحافظة» جمعاء.