وممن نبغ من رجال هذه البلدة مصطفى نعمت أفندي وهو من أسرة تنسب إلى بني العباس وقد برع المومأ إليه بالفنون العسكرية وأحرز منها منزلة رفيعة وأسند إليه في الدولة العثمانية عدة خدم عسكرية عالية ثم في الأيام الأخيرة أسندت إليه قيادة الدرك العامة في دمشق الشام وهو ممن اتصف بحسن الأخلاق وعلو الجناب والأمانة والاستقامة وسعة المدارك.
الأسر الشهيرة في ريحا
منها آل المفتي وكنيتها القديمة آل زيادة وعرفت أيضا ببني الشيخ ديب. أصل هذه الأسرة من مصر وأول قادم منها على ريحا الشيخ محمد بن الشيخ عطية في حدود الألف وتولى منصب الإفتاء في ريحا سنة ١٠١٦ وتوفي وهو مفتي (١) سنة ١٠٤٢ وقد تداول أعقابه منصب الإفتاء في ريحا إلى حدود ١٢٩٧ وفيها كان المفتي في ريحا الشيخ أحمد ابن الشيخ مصطفى أحد أفاضل هذه الأسرة فأضيفت إليه فتوى مدينة إدلب. وبعد وفاته تولى منصب الإفتاء في إدلب الأستاذ الفاضل الشيخ محمد أفندي أحد فضلاء هذه الأسرة ولم يزل متوليا هذا المنصب إلى الانقلاب العثماني سنة ١٣٢٦.
إن الشيخ محمد أفندي المومى إليه جدير أن يعد بقية من كبار العلماء المسلمين المتضلعين بعلمي الفقه والحديث والعلوم الآلية وهو واسع الاطلاع فصيح اللهجة حسن الأداء. وقد اختار الآن الانزواء عن الناس ولازم مدرسته في ريحا بعد أن صرف على إعمارها مبلغا كبيرا وله من المؤلفات شرح حسن على «الإظهار».
ومن نوابغ هذه الأسرة السيد محمد مظهر أفندي نجل الشيخ محمد أفندي السالف الذكر. تولى القضاء في قضاء جبل سمعان وقضاء المعرة وقضاء إدلب والجسر ومشاورية المحكمة الشرعية في حلب وغير ذلك من الخدم العالية وهو مثال الأدب والكمال وقدوة في العفة والاستقامة.
ومن الأسر الشهيرة في ريحا أسرة آل عبد الكريم المعروفة قبلا بأسرة آل المعتوقي وهي أسرة معروفة من القدم والوجاهة والسخاء لها منزل خاص موقوف على الضيوف والمسافرين
__________________
(١) الصواب «مفت».