ومساحة هذه البحيرة نحو ميلين في مثلهما ، ويصاد منها من سمك الحياة والسّلور ، وهو السمك الأسود الأملس ما لم يصد مثله من غيرها كثرة ويكون أوان صيده في فصل الشتاء.
بحيرة أنطاكية
والبحيرة الأخرى بحيرة أنطاكية منبسطة على أراض تعرف بالعمق ، على بعد يومين من حلب في غربيّها محاطة بأطراف جبل طوروس وجبل أومانوس والجبل الأعلى وجبل سمعان ، وطولها عشرون ميلا وعرضها تسعة أميال ، يصب إليها من شماليها ماء نهر عفرين والنهر الأسود ونهر يغرا. ويخرج من جنوبها نهر واحد يتصل بالعاصي تحت جسر الحديد على بعد ميل من أنطاكية. وقرب هذا النهر مصائد للسمك يعرف واحدها باسم (داليان) جارية في تصرّف جماعة معلومين ، وفي أواسط هذه البحيرة جزيرة عظيمة يسكن فيها عدد كبير من الأعراب الذين يعانون تربية الجاموس ، ويقال لهم جمامسة. والظاهر أن هذه الجزيرة صناعية بدليل سياج قصير حجري عظيم يطيف بها من أسفلها.
في هذه البحيرة من الطيور والأسماك مثل ما في بحيرة قلعة المضيق ، غير أن سمك السلور في هذه البحيرة يكون أكبر وأكثر.
كلتا البحيرتين يضمنهما الناس من الحكومة مسانهة (١) بمبالغ لا تقل عن ألف ذهب عثماني ، وينقل منها السمك إلى حلب وغيرها مملوحا وغير مملوح.
جبال الولاية
جبل الثلج وجبل لبنان وجبل اللكام جميعها متصلة ببعضها. وقد يطلق جبل اللكام على السلسلة الجبلية الممتدة من جبال أومانوس من الشمال إلى الجنوب ، حتى تجاوز صهيون والشغر والقصير ، وتنتهي إلى أنطاكية وهناك تنقطع ، ويمر بالعاصي بين منتهى هذه السلسلة وبين جبل موسى المشتمل على قرى الأرمن التابعة قضاء أنطاكية. وإذا كانت هذه السلسلة عند أفامية قابلها جبل آخر يسمى هناك جبل شحشبو (٢) نسبة إلى قرية في طرفه الجنوبي
__________________
(١) المسانهة : دفع مبلغ معلوم في السنة الواحدة.
(٢) جبل شحشبو : الجزء الجنوبي من جبل الزاوية. انظر «محافظة حماة» تأليف علي موسى ومحمد حربة ـ دمشق ١٩٨٥ م ، ص ٢٠ «ع. م».