إليها من تلك النواحي مقادير وافرة من الفواكه والعسل والأفيون وأنواع الأصبغة والأخشاب وقد اشتملت مدينة عينتاب على ستة وثلاثين جامعا وسبعة وخمسين مسجدا وإحدى وعشرين مدرسة ومكتبة واحدة ومستشفى واحد وأربع تكايا وخمس كنائس وكنيسة لليهود وقلعة ومستودع ومسلخ وستة أحواض وسبعة وثلاثين مكتبا وثلاثة عشر حماما ونحو ألفين ومائتين دكانا وأربعة محلات لبيع البضائع بالمزايدة وتعرف باسم بدستان وواحد وعشرين خانا وخمسة عشر طاحونا على الماء ونحو ثلاثين فرنا ومحل للدباغة يعرف باسم دباغ خانه ومحل لتحميص قهوة البن ونحو أربعين مقهى وخمس عشرة حانة ونحو خمسين مصبغة واثنتي عشرة معصرة وزهاء خمسة آلاف بستان ونحو ثلاثة آلاف نول. ومادة البناء في عينتاب الحوار الصلب ويقل الحجر في مبانيها ، ومثل ذلك مدينة كلّز.
وفي مدينة عينتاب من الآثار القديمة قلعة دون قلعة حلب لكنها تشبهها. وفي جنوبي عينتاب على بعد مرحلة منها قلعتان إحداهما تعرف ببرج الرصاص والأخرى تعرف بتل بشار فأما برج الرصاص فقد كان قلعة حصينة منيعة مبنية بالرصاص وكانت قديما برجا واحدا من بناء الروم مضافة إلى دلوك وكانت بيعة ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن استولى الروم على دلوك فأخذوها معها ثم استعادها منهم المسلمون مع دلوك ثم أخذها جوسلين الفرنجي سنة (٥٥١) فهدمها وبناها حصنا مشيدا بالرصاص. ثم فتحه نور الدين زنكي وزاده حصانة وأضاف إليه قرى وضياعا وصيرها له كورة.
وأما تل بشار ـ وتعرف بتل باشر أيضا ـ فقد كانت بلدة مشهورة ولها قلعة معمورة وبساتينها كثيرة ومياهها غزيرة. وشرب أهلها جميعا من نهر الساجور وقد جرى عليها ما جرى على برج الرصاص من استيلاء الروم عليها وعودها للمسلمين.
كانت مدينة عينتاب خاملة الذكر قبل الإسلام حتى إنها لم يكن لها ذكر في تاريخ الفتوحات الإسلامية وكانت حصنا منيعا مضافة إلى دلوك فلما خربت دلوك سنة (٨٠٠) انتقل أهلها إلى عينتاب وأخذت بالتقدم والعمران من ذلك اليوم.
ودلوك هذه كانت مدينة قديمة لها ذكر في التاريخ. وكانت عامرة ولها قلعة من بناء الروم عالية مبنية بالحجارة. وكان لها قناة قد ركبت على قناطر يصعد الماء فيها إلى القلعة وحولها أبنية عظيمة حسنة وحولها مياه وبساتين كثيرة الفواكه ويقال إن مقام داود عليه