بعض عادات يستعملها اليهود
في أفراحهم وأتراحهم
فمنها أن يختنوا الطفل بعد ولادته بيومين إن كان قوي البنية. ثم إن كان من سبط (١) إسرائيل وكان بكر والدته التي هي من سبط إسرائيل أيضا ولم تكن أسقطت قبله وجب على أبيه أن يفتديه من رئيس روحاني يكون من سبط هارون ويعرف عندهم بالكاهن. وكيفية هذا الفداء هو أن يدعى الكاهن إلى البيت الذي ولد فيه الطفل فيضع الطفل في حجره ويلتفت إلى أمه قائلا لها : هل هذا أول ولد ولد لك ولم تكوني أسقطت قبله فتجيبه بقولها نعم فيلتفت إلى أبيه ويقول له إن هذا المولود حقّ سبط الكهنة فيتضرع أبوه إليه ليستوهبه منه ويعوضه عنه قدرا معلوما من الدراهم الفضية.
قلت : هذا الفداء عندهم مأخوذ من الإصحاح الثالث عشر من سفر الخروج.
ثم إن الطفل متى بلغ عمره السنة وجب على أبويه أن يأخذاه في كل سنة إلى قدّوس أي وليمة زفاف بشرط أن يكون في اليوم الذي قبل عيد الفصح وهو عيد الفطير. فيطعمانه من طعام المائدة المعروفة بالسيعوداه التي توضع في تلك الوليمة ويستمرون على هذا العمل إلى أن يبلغ عمره اثنتي عشرة سنة فيعتاضون عنه بصيام الولد ذلك اليوم. وإذا بلغ الثالثة عشرة وجب على أبيه أن يلبسه كنفوت ، وهو صدرية مرتبطة أطرافها الأربع بفتائل من الغزل وأن يلبسه تيفلين ، وهو سير من الجلد يشده على عضده الأيسر ورأسه قد اشتمل على الكلمات العشر والإصحاح الأول من سفر الوصايا فمتى تقلد الولد ذلك عدّ رجلا وجاز أن يكون متمما صلاة الجماعة التي لا تتم إلا بعشرة رجال ، ويرث سهمين من تركة أبيه الحاضرة. وهذا كله إذا كان من سبط إسرائيل على ما تقدم فإن كان كاهنيا أو من سبط لاوي (٢) فليس على أبيه أن يفتديه ولا أن يأخذ سهمين من تركة أبيه.
__________________
(١) السّبط من اليهود : كالقبيلة من العرب. ويطلق السبط أيضا على ولد الابنة.
(٢) لاوي : اسم ثالث أبناء يعقوب.