ريحا بلدة نزهة كثيرة الخيرات شرب أهلها من صهاريج يحرز فيها ماء المطر وينحدر إليها قناة صغيرة من جبل الزاوية.
جبل الزاوية
هذا الجبل قد يطلق عليه جبل الأربعين لمقام فيه يعرف بمقام الأربعين ويعرف قديما بجبل بني عليم. وأما اشتهاره بجبل الزاوية فهو إما لأنه على هيئة الزاوية أو لوجود زاوية في قرية منه تدعى مرعيان أنشأها أحد أولاد الجبلي.
هذا الجبل معمور بالأشجار المثمرة كالكرز والكمثرى والتفاح والتين والزيتون والجوز واللوز والعنب وهو صحيح الهواء طيب الماء بديع المناظر حقيق أن يكون في مقدمة الأماكن التي تصلح للاصطياف لو كان الارتقاء إليه سهلا. وقد خطر لجماعة من أهل اليسار في ريحا أن يختاروا بقعة منه ويعمروا عليها فندقا عظيما يصلح لسكنى المصطافين على أن تكون نفقات تعمير هذا الفندق أسهما معلومة العدد يشترك فيها من أحب وأراد من أهل ريحا وغيرهم.
خربة البارة
في هذا الجبل آثار قديمة رومانية منها موضع يعرف بخربة البارة قد اشتملت على عدة هياكل وكنائس تدل أطلالها على أنها كانت مصرا عظيما ولها ذكر في تاريخ الحروب الصليبية. ومما لم يزل باقيا في هذه الخربة بهو واسع في طول (١٥) مترا وعرض (٧) أمتار تقريبا كله منحوت في صخرة واحدة له سقف بسيط محمول على عوارض بارزة من الحجر كأنها خشب الحديد وقد طلي بدهان لطيف لم تغير الأيام والليالي لونه وقد نقش في بعض جدران هذا البهو صورة صليب وعلى باب منها كتابة رومانية.
في قرب خربة البارة في شرقي شماليها موضع يقال له الحمام حضر إليه في حدود سنة (١٣٢٥) جماعة من الألمان وحفروا موضعا منه فانفرج لهم عن رقعة كبيرة من الرخام المعروف بالفصوص أو الفسيفسيا وهي غاية بالبداعة وحسن المنظر وقد اقتلع منها الألمان قطعة كبيرة ثم شعر بهم سكان تلك الأطراف وعارضوهم فانصرفوا.
ومن الآثار القديمة في هذا الجبل (كفر لاثا) قرية كلدانية فيها آثار رومانية وهي عامرة