ونحو عشرين مباشرا يعرف باسم جاويش. وممن له علاقة بهذه الدائرة طبيب الحجر الصحي المعروف باسم طبيب الكورنتينا.
ومداخيل هذه الدائرة تجمع من رسوم وضرائب على الدواب المباعة (١) وعلى الدواب المذبوحة وعلى كيول الغلات ودلالة سوق البدستان (٢) وعلى صناديق البترول وعلى القبّان. ولها أملاك خاصة تجبي أجورها وتصرفها في شؤونها. هذا المجلس كان تشكيله سنة ١٢٨٣ وهي السنة التي شكلت فيها ولاية حلب وكانت البلدة قبل ذلك تطمي الأقذار والأوساخ في أزقّتها لأن قضية الكنس والتنظيف كانت موكولة إلى ذوق أصحاب المنازل والبيوت والحوانيت. وقليل منهم من يبالي من الأوساخ ويحب النظافة وكان الكثير من مجاري المياه القذرة مكشوفا تنبعث منه الروائح الخبيثة وتنتشر منه جراثيم الأمراض فكانت الصحة العامة في حلب غير جيدة. وكانت الأوبئة الجارفة والأمراض القتالة في توال وتعاقب كما ستقف عليه في الباب الثالث. وكان المستبدون وأصحاب الوجاهة والكلمة النافذة يزحفون بمبانيهم وعمائرهم على الطرقات بقدر ما تسمح لهم قوة تسلطهم ، فكان الكثير من المسالك والشوارع العامة ضيقا حرجا يعسر المرور منه على الناس بله الجمال والدواب الموقرة بالبضاعة الضخمة كالحطب والفحم.
كان دخل البلدية قبل الحرب العامة يتراوح بين سبعة آلاف وعشرة آلاف ذهب عثماني. ثم بعد انتهاء الحرب زاد زيادة عظيمة فصار يتراوح بين ٣٥ ألفا و ٤٠ ألف ذهب عثماني.
جدول إجمالي في عدد جماعة الدرك المسمى عند الأتراك بالضابطة أو الجندرمة وذلك سنة ١٣٠٧ رومية وهو :
قائد مشاة (١) : أمير لاي (٢) أحدهما للمشاة والآخر للفرسان. بينباشي (٤) أحدهم للمشاة والثلاثة للفرسان. كاتب طابو (٤) أحدهم للمشاة والثلاثة للفرسان. يوزباشي (٢٣) تسعة منهم للمشاة و ١٤ للفرسان. ملازم أول (٢٣) تسعة منهم للمشاة و ١٤
__________________
(١) الصواب «المبيعة» أي التي بيعت وقبض ثمنها. أما «المباعة» فهو اسم مفعول من فعل «أباع الشيء» بمعنى عرضه للبيع.
(٢) سوق البدستان : يحرّفه أهل حلب فيقولون : «سوق بالستان» وتباع فيه الثياب المستعملة ونحوها.