استحضروها معهم بإذن أهل الميت فإذا قرب فراغهم من الذكر قام واحد من قبل وصيّ الميت وفرق على الفقراء شيئا من الدراهم وتبعه آخر يرش عليهم ماء الورد ثم يدعو الشيخ للميت بالرحمة والمغفرة وينفضّ الجمع ويقف قرابة الميت صفا يمرّ بهم من حضر ويعزّيهم بالفقيد. وهذا اليوم يعرف بالثالث.
ثم في اليوم السابع من الوفاة يدعى جماعة من حفظة القرآن إلى بيت أهل الميت فيختمون في ذلك النهار ختما شريفا. وفي مسائه تبسط الموائد ويفتح باب الدار للفقراء والمساكين فيدخلون أفواجا أفواجا ويأكلون ويخرجون.
وهذا اليوم يسمونه الأسبوع. ومثل ما يكون فيه يكون في يوم الأربعين ويوم تمام السنة من الوفاة ويعرف بالسنويّة.
بعض عادات يستعملها النصارى في أفراحهم وأتراحهم
فمنها ما اعتادوه في الخطبة والزواج ، وذلك أن بعض الشبان متى أراد الزواج أخذ يتصفح وجوه البنات عند خروجهن من الكنيسة ومجامع الناس. فإذا أعجبته بنت من جهة حسنها ومالها وكفاءتها له شرع يتعاطى الوسائل للتوصل إلى مكالمتها واستمالتها نحوه فإذا تم له ذلك عرّفها تصريحا أو تلويحا بأنه يريد أن يكون بعلها.
وهذه هي الخطبة الأولى التي تكون سرا بين الزوجين ولا يقع بينهما اجتماع في بيت إلا بطريق المصادفة ، كأن يكون في المكان وليمة زفاف أو اجتماع خاص ، فإذا ظهر له منها الرضا باشر الخطبة الثانية ، ويقال لها الخطبة الرسمية ، فيرسل من قبله إلى ولي المخطوبة كاهنا ومعه وليه وبعض أقاربه فيتلقاهم ولي الزوجة بالترحاب ويقدم لهم الحلوى وقهوة البن ثم يتقدم الكاهن إلى ولي الزوجة ويقول له : هل تخطب كريمتك أو قريبتك فلانة إلى فلان؟ فيقابله بالإيجاب ، فيلتفت إلى ولي الزوج ويسأله مثل هذا السؤال فيقابله بالإيجاب وعندها يضع أيديهما في بعضهما علامة على الرضا المتبادل منهما ، ويشهد عليهما هو ومن معه. وبعض الكهنة يسأل المخطوبة هذا السؤال بحضور والدتها فتطأطىء رأسها بالإيجاب فيعطيها الحلي الذي أهداها إياه زوجها. وبعد هذا العمل يتوجه الجميع إلى دار