زاده وأحمد بك ابن خليل بك ومن أعيانها الحاج محمد سعيد آغا ابن الحاج مسلم آغا وهو رجل صالح كثير الصدقات والآثار الخيرية.
وقد أخذت الرها منذ خمسين عاما تتقدّم في المعارف وتبرع في الصنائع خصوصا صنعة النحاس والصّفر وبعض المنسوجات.
الآثار القديمة في الرها
وأما ما يوجد فيها وفي قربها من الآثار القديمة فمنها الغار الذي ولد فيه الخليل وتقدم ذكره. والغار الذي اختفى فيه الخليل أيام النمرود في شرقي البلدة. وقلعة الرها وهي قديمة وكانت توصف بالمنعة مبنية على جبل من الصخور في جنوبي البلدة ارتفاعها في الهواء نحو سبعين ذراعا ودورها مسيرة نصف ساعة يحيط بها خندق منقور في الصخر عمقه نحو ثلاثين ذراعا. وكانت مبنية على ثلاث طبقات وفي أعلاها باب يهبط منه إلى سرداب ينفذ عند عين الزرقاء أو عين زليخا وتحت هذه القلعة مكان واسع مظلم يقال إنه كان سجنا وقيل كان سجن النمروذ.
وفي شمالي القلعة مسجد مشرف على الخراب وفيها بناية عالية يقال إنها كانت رحى تدور بالهواء. وفي جنوبي القلعة عمودان عظيمان يقال إنهما عمودا المنجنيق الذي قذف به إبراهيم عليه السلام (وعندي أنهما عمودا المنجنيق الذي كان يستعمل في حروب الأوائل) ارتفاع كل عمود منهما نحو ثلاثين ذراعا وبعد ما بينهما عشرون ذراعا. وفي الخندق شمالي القلعة عمود مساو علو الخندق.
قيل : والذي بنى هذه القلعة هو شنك شاه أو الضحاك أو النمروذ والمشهور أن محل النار التي ألقي فيها الخليل شمالي القلعة وهو الآن موضع نزه بني فيه قبتان وفي غربيه جامع ومنارة بنيا سنة ٦٠٨ كما هو مكتوب عليها وفي شماليه بركة عين الخليل وفي جنوبيه العين الزرقاء وعلى جانب بركة الخليل قصر بناه مصطفى باشا الوزير وأرخه نابي. وفي الضفة الغربية من البركة زاوية وقصر بناهما سليمان باشا والي بغداد وشرط فيهما سماطا للفقراء وأرخهما نابي وهما دائران. ومن الآثار القديمة مقام أيوب خارج السور في جنوبي البلدة على بعد نصف ساعة منها ويقال إنه هو الغار الذي لجأ إليه أيوب عليه السلام حينما ابتلاه الله.