آهلة تشتمل على مسجد وفيها عين ماء عذب يسقي فائضها بساتين القرية. وهي من المواضع المعدودة التي تصلح للاصطياف وكان أهل هذه القرية إسماعيلية كبقية سكان هذا الجبل.أما الآن فهم مسلمون سنيون وفيهم جماعة من ذوي اليسار المستعدين لقرى الضيوف.
سرمين
ومن الأماكن القديمة التي لها شهرة في التاريخ من هذا القضاء (سرمين) هي الآن قرية يعرف قدرها من عدد أهلها وهم مسلمون سنيون وكانت مركز قضاء تلك الناحية وقبل ذلك كانت بلدة عظيمة ذات أسواق ومصابن وخانات وحمامات وقد قرأت على حجرة استخرجت من بئر جامع الكيزواني ـ الكائن في ذيل العتبة بحلب ـ كتابة معناها أن سوق الحرير في سرمين وقف على الجامع المذكور.
قيل إن سرمين سميت بابن اليفز بن سام بن نوح. وذكر الميداني في كتابه مجمع أمثال في حرف الجيم وقد ضرب المثل المشهور وهو قولهم (أجور من قاضي سدوم) أن سدوم مدينة من مدائن قوم لوط. قال بعضهم هي سذوم بالذال المعجمة وقال الطبري هو ملك من بقايا اليونانية غشوم كان بمدينة سرمين.
وذكر ابن بطوطة في رحلته الشهيرة أن سرمين ذات بساتين كثيرة وأكثر شجرها الزيتون وبها يصنع الصابون الأجري ويجلب إلى مصر والشام ويصنع بها الصابون المطيب الذي تغسل به الأيدي ويصبغونه بالحمرة والصفرة وينسج بها ثياب قطن حسان تنسب إليها قال وأهلها سبابون يبغضون العشرة ومن العجب أنهم لا يذكرون لفظة العشرة وإذا بلغ السمسمار لفظة العشرة قال واحدة وتسعة. قال ومسجدها تسع قباب ولم يجعلوها عشرة قياما بمذهبهم.
وقال ابن الشحنة سرمين مدينة بطرف جبال السماق كثيرة العمل واسعة الرستاق وبها مسجد وأسواق وكان لها سور من الحجارة خرب في زماننا (في زمان ابن الشحنة) ودثر. وبها مساجد كثيرة داثرة كانت معمورة بالحجر النحيت عمارة فاخرة قيل إن عددها كان ينوف عن ثلاثمائة مسجد وليس بها الآن مسجد يصلى فيه غير الجامع وأكثر أهلها إسماعيلية ولهم بها دار دعوة ولم يزل بهذا الدار نائب عن الإسماعيلية بعد استيلاء التتار على حلب وبلادها إلى أن رفع أيديهم عنها السلطان الملك الظاهر سنة (٧٦٥). وذكر بعض