تنزبزى التحتاني ٣٤٩ تنزبزى الفوقاني ٣٦ طمطم ٩٤ الروم في ناحية أردو ٣٢٩ كسب و ٦٨٤ كسب ر ٧٤٠ كسب ك ٢١٥ قره طوران ر ٢٤٠ أرفه لي ر ٢١ أغراب القضاء ١٠٥.
فجملة سكان هذا القضاء (٢٧٩٥١) نسمة ما بين ذكر وأنثى.
الكلام على هذا القضاء
وما فيه من الأماكن المشهورة
هذا قضاء في جنوبي حلب ويبعد مركزه عنها وهو جسر الشغر مسافة إحدى وعشرين ساعة وقد اشتملت هذه المدينة على دار الحكومة وثلاثة جوامع وخمسة مساجد وتكية واحدة وحمام واحد وثلاثة أفران وثمانية مقاهي ومائتي دكان وخان واحد وطاحون على العاصي وقلعة وجسر كبير معقود فوق العاصي على أربع عشرة قنطرة كأنه قلعة منيعة يقال إنه من آثار المرحوم محمد باشا الوزير الأعظم المعروف بالكوبرلي وكذا قيل في جامعها الأعظم إنه من آثاره. والصحيح أن الجسر قديم ولعل محمد باشا رمّه (١) أو جدده فنسب إليه. وكلمة الشغر إذا كانت عربية الأصل فهي مأخوذة من شغر البلد إذا خلا من الناس ، ويقال بلد شاغر إذا لم تمتنع (٢) من غارة وبلاد شغّر. والأقرب أن تكون هذه الكلمة سريانية معناها الثغور وذلك أن هذه البلدة أول ثغور سوريا والأتراك يلفظونها الشغور. وكان الشغر قلعة حصينة مقابلها أخرى يقال لها بكاس على رأس جبلين بينهما واد كالخندق كل واحدة تناوح الأخرى ، والجسر كان يعبر فوقه من إحداهما إلى الأخرى وقد استولى عليهما الفرنج الصليبيون واستمرتا بأيديهم مدة إلى أن انتزعهما منهم السلطان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي. ثم عاثت فيهما يد الأيام والليالي ولعبت بعمارتهما مكايد التتار فخربتا عن آخرهما.
وهواء هذا القضاء رديء إلا قليلا منه وسبب وخامته نهر العاصي الذي يدور في معظمه وينبسط في بعض أماكن منه فيصير كأنه أجمة مملوءة من قش البردي بحيث يتغير لون الماء
__________________
(١) رمّ البيت والجسر ونحوهما : أصلحها وقد فسد بعضها.
(٢) ذكّر الغزي «البلد حين وصفه بأنه «شاغر» ثم أعاد عليه الضمير مؤنثا ، والوجه أن يقول : «يمتنع» بدل «تمتنع».