حرّان
ومن الأماكن المشهورة في لواء الرّها مدينة حرّان واسمها باللاتينية القديمة قاره وهي من البلاد السبعة القديمة طولها ٧٢ درجة و ٣٠ دقيقة وهي من الإقليم الرابع من الجزيرة وكانت قصبة ديار مضر بينها وبين الرها يوم وبين الرقة يومان وهي على طريق الموصل والشامل والروم. وقيل سميت بهاران أخي إبراهيم لأنه أول من بناها فعربت فقيل حران وذكر قوم أنها أول مدينة بنيت على الأرض بعد الطوفان وكانت منازل الصابئة وهم الحرانيون.
وقال المفسرون في قول إبراهيم عليه السلام : إني ذاهب إلى ربي ، أراد حران. وقالوا في قوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) هي حرّان. وكان أهلها الأقدمون يعبدون سين وهو القمر وقد هاجر إليها إبراهيم عليه السلام وأقام فيها نحو خمس عشرة سنة وكان فتحها في الإسلام أيام عمر بن الخطاب على يد عياض بن غنم نزل عليها قبل الرها فخرج إليه رؤساؤها وقالوا له ليس امتناعنا عنكم لشيء ولكن امضوا إلى الرها وصالحهم كما قدمناه فصالح أهل حرّان على مثال صلحهم.
وينسب إلى حرّان جماعة من أهل العلم فمنهم صاحب تاريخ الجزيرة أبو الحسن علي ابن علان بن عبد الرحمن الحراني الحافظ المتوفى سنة ٣٥٥ ومنهم أبو عروبة الحسن بن محمد بن أبي معشر صاحب تاريخ الجزيرة المتوفى سنة ٣١٨.
الصابئية
حران هذه هي مدينة الأمة الصابئة. قال المسعودي في مروج الذهب : وللصابئة من الحرانيين هياكل على اسم الجواهر العقلية والكواكب فمن ذلك هيكل العلة الأولى وهيكل العقل وهيكل السنبلة وهيكل الصورة وهيكل النفس. وهذه مدورات الشكل. وهيكل زحل مسدس. وهيكل المشتري مثلث وهيكل المريخ مستطيل وهيكل الشمس مربع. وهيكل عطارد مثلث الشكل في جوف مربع مستطيل. وهيكل الزهرة مثلث في جوف مربع. وهيكل القمر مثمن. ولهم قرابين يقرّبونها من الحيوانات ودخن للكواكب يبخرون