الحكومة خرابة منبج وبعض ضواحيها وقراها الخربة فتوطنوها وبنوا لهم من أنقاضها بيوتا سكنوها.
وفي سنة ١٣٠٢ عمر في منبج جامع حافل ومكتب ابتدائي على نفقة خزانة السلطان عبد الحميد ومن ذلك الحين أخذت تتقدم بالعمران. في سنة ١٣٣١ أنشئ بها حمام على نفقة بلديتها وكانت الفواكه والخضر تأتي إليها من ناحية الباب لخلوها من البساتين. ثم منذ بضع سنوات أخذ أهلها يغرسون فيها البساتين ويزرعون الخضر فكثرت فاكهتها وخضرها وهما غاية بالجودة واللذة.
كانت منبج قبل خرابها مشهورة بتربية دودة القز حتى قيل إن كلمة منبج تحريف منفذ يعنون بها منفذ الحرير. وقد أشار إلى ذلك ابن الوردي حينما دهم منبج زلزال سنة ٧٤٤ بقوله :
منبج أهلها حكوا دود قزّ |
|
عندهم تجعل البيوت قبورا |
ربّ نعّمهم فقد ألفوا من |
|
شجر التوت جنة وحريرا |
وفي تاريخ ابن شداد أنه كان يجبى من منبج في كل سنة لديوان السلطان ما جملته خمسمائة ألف وعشرة آلاف خارجا عن الضواحي. اه.
قلت إن قضاء منبج واسع الجهات وافر الغلات وكان العدد الكبير من قراه ومزارعه أيام الحكومة العثمانية يجبى إلى خزانة الأملاك الخاصة بالسلطان عبد الحميد وبعد الانقلاب العثماني صارت تجبى غلاتها إلى خزانة الدولة.
سكان هذا القضاء عرب وتركمان وجراكسة وأكراد. وكل يتكلم بلغة قومه وبقليل من لغة مواطنيه.
يوجد على بعد مرحلة من منبج (أبو قلقل) تشتمل على بستان عظيم فيه أشجار متنوعة الثمار وفي كل سنة يقطع منه مقدار كبير من جذوع الحور وتباع منه القناطير المقنطرة من الورد والفواكه والخضر والبقول وهو مشهور بجودة الرمان والتفاح والمشمش وأنواع البرقوق.