الكلام على قضاء سروج
مدينة سروج
سروج بلدة قديمة كانت من أعمال حرّان من ديار مضر طولها ٦٢ درجة ونصف وثلث وعرضها ٣٦ درجة غلب عياض بن غنم على أرضها ثم فتحها صلحا على مثل صلح الرها سنة ١٧ وهي التي يعيد الحريري في ذكرها ويبدي في مقاماته وقد نسبوا إليها أبا الفوارس إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن برية السروجي الخطيب وقيل سميت باسم سروج ابن رعد وهو جد تارح والد إبراهيم. وزعم بعض المؤرخين أنه عاش ٣٣٠ سنة وأنه هو الذي وضع عبادة الأوثان من الذين ماتوا مفضلين على الجنس البشري. وخالف بعضهم هذا وقال عبادة الأوثان التي وضعت في أيام سروج كانت محصورة بعبادة الصور. وأما عبادة المفضلين من البشر وتأليه الأجسام فقد وضعتا بعد سروج.
ومدينة سروج تبعد عن البيرة مسافة يوم إلى الشمال الشرقي وموقعها في الجزيرة أو هي من بلاد ما بين النهرين. وقيل لأبي حية النميري ألا تقول شعرا قافيته الجيم. فقال : وما الجيم بأبي أنتم. فقيل له : مثل قول عمك الراعي (ماءهن يعيج) فأنشأ يقول :
ولما رأى أجبال سنجار أعرضت |
|
يمينا وأجبالا بهنّ (١) سروج |
ذرى عبرة لو لم تفض لتقضقضت |
|
حيازيم محزون لهنّ نشيج |
ولم تزل سروج عامرة حتى خربها تيمور لنك وآثار ما كان فيها من السور والخندق والحمامات وغيرها باقية تحت الأرض. وهي الآن قرية صغيرة تشتمل على مسجد ودار للحكومة وبعض دكاكين للباعة وموقعها في شرقي الرّها تبعد عنها أربعة عشرة (٢) ساعة وتبعد عن حلب ثمانية وعشرين ساعة وهي مركز قضاء سروج وهو قضاء واسع الصحراء كثير القرى معمور بالسكان جيد التربة صحيح الهواء كثير المياه وأهله أخلاط من الأكراد والعرب والتركمان.
__________________
(١) في الأصل : «لهنّ» تحريف. والتصويب من الديوان ومعجم البلدان «سروج».
(٢) الصواب «أربع عشرة» وكذلك ما بعده ، صوابه «ثمانيا وعشرين».