بابن الملا من كتاب نزهة الناظر وهي فيما أظن من مسودة بخط المؤلف ، لأنه يوجد على هامشها كثير من التعاليق مختتمة بقول محررها : اه إبراهيم ابن أحمد بن محمد منتخب هذا التاريخ وكاتبه.
خلاصة ما ظهر لي في الكتاب الذي ينسبه الناس إلى ابن الشحنة ويزعمون أنه خاص بحلب : أن عددا غير قليل من الأدباء والعلماء أخذ كل واحد منهم خلاصة من ابن شداد وابن الشحنة وابن المنلا وأضافها (١) شيئا من عنده وعملها كتابا على حدته. ولذا لا ترى نسختين من هذا التاريخ مطابقتين لبعضهما مع كثرة عدد نسخ هذا التاريخ. أما كتاب محمد بن إبراهيم ابن شداد فكثيرا ما يظنه الناس أنه تايخ خاص بحلب مع أننا لم نقف على تاريخ منسوب لابن شداد سوى سيرة السلطان صلاح الدين وكتاب الأعلاق الخطيرة في تاريخ الشام والجزيرة (٢). ومن التواريخ التي يتوهمها بعض الناس أنها خاصة بحلب : كتاب درة الأسلاك في دولة الأتراك ، للحسن بن عمر المعروف بابن حبيب الحلبي مع أنه خاص بدولة الأتراك كما يعلم من تسميته. على أننا لا ننكر أن الحلبيين الذين ألفوا في التاريخ تكلموا في تواريخهم على ما يتعلق بحلب أكثر مما تكلموا على ما يتعلق بغيرها عناية منهم بها لأنها وطنهم. هذا ما أمكنني تحريره من الكلام على تواريخ حلب. والله سبحانه وتعالى أعلم.
تاريخان لحلب لمعاصرين فاضلين
أحدهما اعتنى بجمعه وشرع بطبعه صديقنا الفاضل (محمد راغب بن محمود) الشهير بالطباخ سماه (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء). والآخر يعتني بجمعه صديقنا الآخر الشاعر الأديب (ميخائيل بن أنطون) الشهير بالصقال. وقد تكلمنا على كل واحد من هذين التاريخين في ترجمة صاحبه التي نوردها في باب التراجم ، فاكتفينا هنا بالتلميح إليهما.
__________________
(١) فعل «أضاف» يتعدى ب «إلى» لا بنفسه. فالصواب «وأضاف إليها».
(٢) الصحيح أن «السيرة» ليوسف بن رافع بن تميم بن شداد ، و «الأعلاق» لمحمد بن علي بن إبراهيم بن شداد. وكلاهما حلبي. «ع. م».