السلام كان بها وأنه منها جهز الجيش إلى قورس فقتل بها أوريا بن حنا وكان فتحها صلحا على يد عياض بن غنم على الجزية والجلاء وشرط على أهلها أن يبحثوا عن أخبار الروم ويكاتبوا بها المسلمين. وهي الآن معروفة بدولك كما تراه مسطورا في الجدول.
ومن الآثار القديمة في هذا القضاء كثير من تلال الحوّار المشتملة على عدد عظيم من المغاير وفيه من المعادن : المرمر السماقي ، يوجد في تل قرب قرية جاربين غربي عينتاب على بعد أربع ساعات منها. وفي جنوبي عينتاب على بعد ساعة منها موضع اسمه قره طاش يوجد فيه حجر أسود ترخّم به رحبات الدور وتعمل منه الحياض وغيرها. والأنهار التي تسقي هذا القضاء نهر الساجور ونهر عين الجوز وينصبان إلى الفرات ونهر عين اللبن وهو يأتي إلى حلب. ويسقيها غير ذلك من العيون. وعلى شطوط هذه الأنهار والعيون يزرع شجر الحور فينمو وينجب بسرعة غريبة وتحصل منه جذوع عظيمة يجلب منها إلى حلب مقادير وافرة.
كل دار من دور عينتاب تشتمل على بئر ماء معين يمتاح برشاء (١) لا يزيد طوله على خمسة أذرع في الغالب ، وهو غاية بالصفاء والعذوبة والبرودة.
والغالب على عينتاب شدة البرد في فصل الشتاء وتكثر فيه الثلوج وكانت تعمل المثالج في عينتاب وتحمل إلى حلب في فصل الصيف ثم بطل ذلك بعد وجود معامل الجليد الصناعي.
في أخلاق الطبقة السفلى من سكان عينتاب غلظة وشحّ ، وشرب العرق يكاد يكون عاما بأهلها.
اللغة العامة في هذا القضاء هي اللغة التركية فالأرمنية فالكردية فالعربية. واللغة التركية التي يتكلم بها أهل هذا القضاء حوشية غير فصيحة يسميها أهل استانبول (قباترك).
__________________
(١) الماء المعين : الذي يسهل ويسيل في جريانه. ويمتاح : يستقى ويرفع من البئر ، والرّشاء : حبل الدلو.