وعادات وأخلاق وثروات ولغات وتاريخ إلى غير ذلك. للتعرف على مواطن القوة فيها فيضعفوها ، وإلى مواطن الضعف فيغتنموها ، ولإضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوس المسلمين ، وبث الوهن والارتباك في تفكيرهم ، وكان لهم في ذلك دسائس تسللوا بها إلى نفوس المسلمين منها :
١ ـ التشكيك بفائدة ما في أيدي المسلمين من تراث ، وبما عندهم من عقيدة وشريعة ، وخلق وقيم إنسانية. ليفقدوا الثقة بأنفسهم ويرتموا في أحضان الغرب يستجدون منهم المقاييس الأخلاقية والمبادئ والعقائد والحلول لمشاكلهم ، ليتم للغرب إخضاع المسلمين لحضارته وثقافته إخضاعا كاملا.
٢ ـ إحلال مفاهيم جاهلية ماتت منذ انتشر الإسلام ، كالقوميات الفرعونية ، والفينيقية ، والآشورية ، والعربية والكردية والتركية ، والفارسية ، ونحو ذلك ؛ ليتسنى لهم تشتيت شمل الأمة الواحدة (١).
٣ ـ إحلال الفتن الطائفية بين السكان كالمسلمين والنصارى والدروز والعلويين ، وغير ذلك. وما حرب لبنان عنا ببعيد. وإشعال الفتن بين الدول الجارات كما حصل في إشعالهم الحرب بين العراق وإيران وتمزيق وحدة الأمة الواحدة بسياستهم «فرق تسد» ، وطبخ الانقلابات العسكرية لصالح سياسة دولة من دولهم .. حتى باتت كثير من حكوماتنا عسكرية تحكم شعوبها بالحديد والنار وسفك الدماء وسجن الأحرار والمصلحين. مع أنهم لا يرضون لأنفسهم إلا الديمقراطية وكامل الحرية الشخصية للفرد.
فمن خلال هذه الدراسات تعرف الغرب على مكامن وبواعث القوة والمجد ومواقع الخير والإنتاج والعبقرية والتفوق عند الشرق وعلى مواقع الجدب وهزال الإمكانات والمواهب (٢) فتسنى لهم السيطرة الكاملة على شرقنا العزيز ، فضيعوا هويته ، وأفقدوه ثقته بنفسه فكان لهم ما أرادوا. وبهذا يكون قد خرج
__________________
(١) أجنحة المكر الثلاثة ـ ص ١٢٧ ـ ١٢٨.
(٢) وحي الله حقائقه في الكتاب والسنة نقض مزاعم المستشرقين ـ د. حسن عتر. ص ٢١.