كالنهي عن الكذب ، والإحسان للفقراء والمساكين ، وعدم مضايقة وإيذاء الآخرين ، وعدم الحقد ، وأن تحب الآخرين كحب ذلك لنفسك ، وعدم الانتقام والإحسان للوالدين .. إلخ.
والتشابه في بعض التشريعات ويقصد : كحرمة السرقة والقتل ، وعدم الاعتداء ، والجور في القضاء ، وحرمة الزنا ، وحرمة شهادة الزور ، وحرمة التطفيف في الكيل والميزان .. إلخ (١).
هذه القضايا المشتركة بين الديانتين لاتحاد المصدرية لهما حيث إن كليهما نزل من السماء لكونهما رسالتين سماويتين.
أما بخصوص الصلاة والصيام والحج فهي عبادات في كل الديانات السماوية أو التي لها شبهة كتاب سماوي سواء سبقت الإسلام أو سبقت اليهودية والنصرانية كالمجوسية والصابئة والزرادشتية وغيرها من الديانات إذن فهذا الأمر لا يصلح دليلا لشبهة «تسدال» وغيره.
أما ما أريد الإشارة إليه مما زعمه «تسدال» أن صلاة المسلمين في غير المساجد كانت تأثرا بفعل اليهود ذلك في زوايا الشوارع.
هذا الكلام مردود عليه من الناحية التاريخية حيث لم يعرف عن اليهود والنصارى الصلاة إلا في الأماكن المخصصة لها كالكنائس ، والبيع ، والأديرة ، وغيرها ، وهذا الفعل خاصية لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولم تعط لأحد من قبله.
جاء في الصحيحين عن جابر عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل .. الحديث» (٢).
__________________
(١) مصادر الإسلام ص ١٣ وما بعدها.
(٢) انظر صحيح البخاري ١ / ٨٦ ، كتاب التيمم وباب قوله فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا.