وما كان من ألفاظها للحصر فللعلماء فيها تأويلات منها :
١ ـ أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويأخذه من فيه تلقيا ، غير تلك الجماعة ، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه ، وبعض القرآن عن غيره.
٢ ـ منها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه ، وأصبح يقصد للتلقي عنهم بالإشارة من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأحيانا لشهرتهم بين الصحابة في تعليم القرآن الكريم.
وقيل : فيها تأويلات أخرى.
٣ ـ ومنها أنه لم يجمعه مكتوبا لنفسه غير هؤلاء ..
أما الروايات التي اعتمد عليها المستشرقون وعلى رأسهم «بلاشير» في تحديد العدد بسبعة أو تسعة هما روايتان عن أنس ـ رضي الله عنه ـ وبعض الروايات التي ذكرها ابن أبي داود في كتابه المصاحف.
فالرواية الأولى عن أنس من طريق ثمامة : «مات النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، قال : ونحن ورثناه».
والرواية الثانية رواها عن أنس من طريق قتادة حيث سئل عن من جمع القرآن على عهد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد».
فالملاحظ أن رواية ثمامة خالفت رواية قتادة من وجهين :
أ ـ التصريح بصيغة الحصر في الأربعة.
ب ـ ذكر أبي الدرداء بدلا من أبي بن كعب.
فعلى هذا فالروايتان مضطربتان.