حجم المنزل. كما زعم «كازانوفا» أن الأرض لفظت كاتبا آخر ليوحي أن عدم النزاهة لم تقتصر على واحد (١).
الجواب :
إن عمل عبد الله بن أبي السرح لم يتكرر من أحد سواه ، ولم يثبت لنا التاريخ ، ولا كتب السير أن واحدا فعل صنيعه على عكس مزاعم المستشرقين. ورسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يترك هذه القضية دون اهتمام بل لما كشف له إساءة عبد الله بن أبي السرح وحكم بكفره أوقفه عن كتابة الوحي وأهدر دمه لبشاعة فعله وسوء أدبه مع خالقه ، وظنه السيئ برسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتى فر من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة (٢) ، ولم يشفع له إلا صدق توبته وحسن ندامته التي كانت بإلحاح من أخيه في الرضاعة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ورسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يكن ليبقي أي تغيير حصل في كتاب الله سبحانه وإن أبقى شيئا فيكون لجواز إنزال القرآن بما سبقت به يد الكاتب كموافقات عمر لربه عزوجل. قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : «وافقت الله في ثلاث ، أو وافقني ربي في ثلاث : قلت : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ، وقلت : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب ، قال : وبلغني معاتبة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعض نسائه فدخلت عليهن قلت : إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خيرا منكن حتى أتيت إحدى نسائه قالت : يا عمر : أما في رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما يعظ
__________________
ـ أمه أشعرية. استعمله عثمان رضي الله عنه على مصر ، وكان محمودا في ولايته شارك في كثير من معارك الإسلام منها : معركة ذات الصواري وقد سهل على يديه فتح إفريقية عنوة ، وغيرها من الثغور.
كان أبوه سعد من المنافقين الكفار. أسلم عبد الله ثم ارتد فأهدر رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دمه ، ولما فتح رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مكة رجع إليها آويا إلى بيت أخيه عثمان ـ رضي الله عنه ـ الذي طلب له الأمان من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فقبل فيه شفاعة عثمان ، وحسن إسلامه ، مات سنة ٥٩ ه انظر الإصابة ٢ / ٢٠٩.
(١) انظر مقدمة القرآن ـ وهامشه ـ بلاشير ١٢ ـ ١٣ ، والقرآن والمستشرقون ص ٨٥ ـ ٨٦.
(٢) القرآن والمستشرقون ص ٨٥.