والاستقامة. وكان من أجواد قريش وحلمائها ، حتى قال فيه معاوية : لكل قوم كريم ، وكريمنا سعيد. كانت وفاته بالمدينة سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين للهجرة.
أما زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ فاختياره كان لأنه أكتب الناس وصاحب خبرة في الأمر ، حيث كان كاتبا لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لذا كان توجيه عثمان ـ رضي الله عنه ـ «فليمل سعيد ، وليكتب زيد» (١) وكان جامعا للصحف لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ الذي زكّاه بقوله له : «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فتتبع القرآن فاجمعه» (٢) فحدد أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ الصفات التي امتاز بها «زيد» على غيره ومن أجلها اختاره للقيام بمهمة جمع القرآن الكريم.
١ ـ كونه شابا قويا ليكون أنشط لما يطلب منه.
٢ ـ كونه عاقلا فطنا ليكون أوعى له ، والعقل جماع الفضائل لأنه يحفظ العمل من النقص أو الخلل.
٣ ـ وكونه أمينا ، تقيا ، لتركن النفس إليه وتطمئن لعمله ، وتثق به.
٤ ـ وكونه كان يكتب الوحي لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليكون صاحب خبرة في الأمر مما يدعوه للإتقان (٣).
والذي يرد زعم «بلاشير» أنه كان [متكلفا ، متملقا] أن زيدا لم يطلب هذا الأمر بنفسه ، ولم يسع إليه ، بل كان تكليفا له من خليفة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند ما قال له : (فتتبع القرآن فاجمعه) وقد أظهر ثقل هذه المسئولية على نفسه مما دعاه للتمنع والتردد يقصد [أي أبا بكر] فقد قال زيد ـ رضي الله
__________________
(١) انظر فتح الباري ٩ / ١٩ كتاب فضائل القرآن.
(٢) نفس المرجع ٩ / ١٠ كتاب فضائل القرآن.
(٣) نفس المرجع ٩ / ١٣ كتاب فضائل القرآن.