له ، فذلك هو خط إبراهيم عليهالسلام التوحيدي الذي يرفض كل شرك سواء كان شركا مباشرا كشرك المشركين من قريش وغيرهم ، أو كان شركا غير مباشر كشرك أهل الكتاب في عقيدتهم بالمسيح وغيره.
* * *
من وحي الآية
وربما نستوحي من هذه الآية ـ في خط الدعوة ـ أنّ علينا مواجهة الفئات المنحرفة التي تضع في عناوينها الكبرى شخصية تاريخية عظيمة أو مقدسة من الشخصيات التي تحمل في واقعها الحركي القيم الكبرى في الدائرة العقيدية والروحية والاجتماعية من خلال التزامها بالرسالة الشاملة ، فتتبع الأسلوب العملي الذي يضع أمامها الخط العام الذي تحركت به هذه الشخصية التاريخية في تجربتها الماضية في عملية مقارنة بين الواقع الذي يعيشون فيه وبين الخط العام الذي تمثله في ميزان القيم المتنوعة ، وذلك من خلال تجربة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الموقع القرشي الذي كان يضع إبراهيم عليهالسلام عنوانا له من خلال انتساب قريش إليه ، ولكنهم كانوا في الوقت نفسه يعبدون الأصنام خلافا لرسالة التوحيد الإبراهيمية ، فكانت هذه الآية بعد الخطاب الذي وجهه القرآن إليهم إعلانا للزيف الذي يتحركون فيه على مستوى العقيدة والعبادة.
* * *