وتلك كتب النحو تشهد بصحّة الجزم والنصب في المعطوف على جواب التمنّي إذا دخله الفاء.
وعليه فلا وقع لما ذكره بعض البعداء ، ناسبين له إلى كبار الامّة الأبرياء ، من وجود اللحن في الآية وما شاكلها من آيات ، هي جارية على أساليب الأدب الرفيع. غير أنّ الأعشى إنّما يبصر بليل!
٢٦ ـ سورة الولاية المفتعلة
ومن المختلقات العامّية المرتذلة ما نسبه صاحب «دبستان المذاهب» إلى فئة غير معروفة من الشيعة ، زعم أنّها تقول بالتحريف. قال : وبعضهم يقول : إنّ عثمان أحرق المصاحف وأسقط سورا كانت نازلة في فضل أهل البيت ، منها هذه السورة :
بعد البسملة «يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا بالنورين. أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذّرانكم عذاب يوم عظيم. نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم. إنّ الّذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنّات نعيم ... واصطفى من الملائكة والرسل وجعل من المؤمنين اولئك في خلقه يفعل الله ما يشاء ... قد خسر الّذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون ... وأنّ عليا من المتّقين. وإنّا لنوفّيه حقّه يوم الدين. ما نحن عن ظلمه بغافلين. يا أيّها الرّسول قد أنزلنا إليك آيات بيّنات فيها من يتوفّاه مؤمنا ومن يتولّيه من بعدك يظهرون ... ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون. فصبر جميل ... ولقد آتيناك بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين. وجعلنا لك منهم وصيّا لعلّهم يرجعون ... إنّ عليّا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربّه. قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون». (١)
قال المحدّث النوري : لم أجد أثرا لها في كتب الشيعة سوى ما يحكى عن كتاب «المثالب» المنسوب إلى ابن شهر آشوب : أنّهم أسقطوا تمام سورة الولاية. فلعلّها هذه
__________________
(١) ـ دبستان المذاهب ، تحقيق الاستاذ رحيم رضازاده ملك ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧.