والنوع الثاني دليله الثاني عشر! جمعهنّ من مصادر شتّى لا شأن لأكثريتها ولا اعتبار. والبقية القليلة لا مساس لها بمسألة التحريف.
ومن الغريب أنّ محدّثنا النوري يتحدّى مخالفيه بسعة تتبّعه والأخذ من مصادر جمّة يزعم قلّ من اطّلع عليها. قال ـ معرّضا بالسيّد البغدادي حيث قوله في شرح الوافية «لم ينقل تلك الأخبار سوى اولئك الذين رووا أخبار الجبر والتفويض وما شاكلها من مخالفات المذهب» ـ قال : لكنّه معذور ، لقلّة تتبّعه الناشئ من قلّة تلك الكتب عنده! (١)
قلت : ما شأن كثرة الكتب إذا كانت مجرّد حبر على ورق من دون اعتبار!
قال الحجّة البلاغي : قد جهد المحدّث النوري في جمع روايات التحريف ـ حسب زعمه ـ في حجم كبير ، بتكثير أعداد المسانيد بضمّ المراسيل المأخوذة في الأصل من تلك المسانيد ، كمراسيل العياشي وفرات وغيرهما. مع أنّ القسط الوافر من أسانيدها ترجع إلى بضعة أنفار متّهمين في تراجم الرجال. فمنهم الكذّاب الخبيث أو المجفوّ المنبوذ لا يستحلّ الرواية عنه أو شديد العداء لسلالة آل الرسول صلىاللهعليهوآله وأمثال ذلك من تعابير تنبئ عن سوء السريرة أو سوء القصد. قال : ومن الواضح أنّ أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئا. (٢)
وإليك من أهمّ المصادر التي نقل عنها تلك الروايات ، وهي كتب لا اعتبار لها ولا أسناد :
كتب اعتمدها النوري لا اعتبار بها
١ ـ رسالة مجهولة النسب
هناك رسالة مجهولة الانتساب ، اعتمدها أصحاب القول بالتحريف ، نسبت إلى كلّ من سعد بن عبد الله الأشعري (ت ٣٠١) ومحمد بن إبراهيم النعماني (ت ٣٦٠) والسيّد المرتضى (ت ٤٣٦) لكن مع اختلاف في العنوان وإن اتّحد المعنون.
__________________
(١) ـ فصل الخطاب ، ص ٣٥٠.
(٢) ـ راجع تفصيل كلامه في آلاء الرحمان ، المقدمة ، ص ٢٦.