السورة! (١)
وهكذا المحقّق الآشتياني صاحب الحاشية (٢) (ت ١٣١٩) نقل السورة المزعومة ، وعقّبها بقوله : ولم أقف عليها في غير هذا الكتاب ، سوى ما يقال عن كتاب «المثالب» لابن شهر آشوب. وأضاف : ولكنّك خبير بأنّها ليست تضاهي شيئا من القرآن الحكيم ، المنزل إعجازا على قلب سيّد المرسلين. إذ من المقطوع به أنّ كلّ أحد يمكنه تلفيق هكذا ألفاظ وكلمات لا رابط بينها ولا انسجام فضلا عن المعنى الصحيح. وقد قال تعالى بشأن القرآن العزيز : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً). (٣)
دسيسة لئيمة!
هنا لا بدّ من وقفة قصيرة حول قضية انتساب سورة «الولاية» المفتعلة إلى مثل العلّامة الشهير ابن شهر آشوب (علم من أعلام الشيعة البارزين) في كتابه «المثالب» الذي جمع فيه مثالب أهل الخلاف من أصحاب البدع والاعتساف.
وأوّل من وجدناه نسب هذه السورة إلى هذا الكتاب ، هو السيّد محمود الآلوسي علّامة بغداد (ت ١٢٧٠) في تفسيره «روح المعاني» (ج ١ ، ص ٢٣). قال : «وذكر ابن شهر آشوب في كتاب «المثالب» : أنّ سورة الولاية اسقطت بتمامها ...».
وقد عثر على هذا الكتاب أخيرا ، وشاهدت منه نسختين مصوّرتين بالفتوغرافيّة ، (٤)
__________________
(١) ـ فصل الخطاب ، ص ١٧٩ ـ ١٨٠ ، برقم (سح ٦٨) من الدليل الثامن.
(٢) ـ بحر الفوائد في شرح الفرائد ، ج ١ ، ص ١٠١ وقد تمّ تأليفه بطهران سنة (١٣٠٧) وطبعه سنة (١٣١٤) المتأخّر عن تأليف فصل الخطاب سنة (١٢٩٢) وعن طبعه بطهران سنة (١٢٩٨).
(٣) ـ الإسراء ١٧ : ٨٨.
(٤) ـ والكتاب اليوم على يد التحقيق في مصيره إلى الطباعة والنشر ، بحوله تعالى. والنسختان ، محفوظتان برقم الفيلم ٦٨ ، بتاريخ خامس ذيحجّة ١٤١٦ في مركز إحياء التراث الإسلامي ـ قم.
وإحدى النسختين التي يرجع تاريخ كتابتها إلى سنة ٨٤٥ أوضح من الاخرى.