الفصل الخامس
موقفنا مع الفئة المتطرّفة
(أخبارية مستحدثة منحدرة عن أهل الحديث)
كان علماؤنا الأعلام منذ عهد الحضور فإلى طول عصر الغيبة على طريقتين في الاتّجاه الاصولي وفي استنباط مباني شريعة الإسلام : أهل نظر وتحقيق ، وهم : المجتهدون. وأهل نقل وتحديث ، وهم : المحدّثون.
يختلف المحدّثون عن المجتهدين بالاعتماد على النقل أكثر من العقل ، ولا سيّما في مسائل الاصول ، حيث لا حجّية لأخبار الآحاد هناك عند المجتهدين.
وقد كان لأهل الحديث أساليب معروفة بالإتقان والإحكام في الأخذ والتلقّي والتحديث ، في أسانيد الروايات وفي متونها عرضا ومقابلة مع الاصول المعتمدة.
وعلى هذا الاسلوب الروائي المتقن دوّنت الاصول الأربعة الجامعة لأحاديث أهل البيت عليهمالسلام. مأخوذة من مشايخ أجلّاء وعن كتب ذوات اعتبار ، وهي : «الكافي» لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني (ت ٣٢٩) و«من لا يحضره الفقيه» لشيخ المحدّثين محمد بن علي بن الحسين الصدوق (ت ٢٨٠) و«التهذيب» و«الاستبصار» كلاهما لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠) قدّس الله أسرارهم.
وقد سادت طريقة الإتقان في النقل والتحديث حقبا من الزمان ، وانتهت بدور