الظنون» (١) أنّه الموبد (٢) شاه الهندي. وحسبه الملّا فيروز في هامش كتاب «الدساتير» (٣) أنّه المير ذو الفقار علي.
وآخر نظرية وصل إليها المحقّقون أنّه الموبد كيخسرو اسفنديار من ولد آذركيوان (مؤسّس الفرقة الكيوانية) على عهد «أكبر شاه التيموري ٩٦٣ ـ ١٠١٤» في الهند. ولد المؤلّف في بلدة «پتنه» من أعمال الهند في أواسط العقد الثالث من القرن الحادي عشر للهجرة ، وكان عائشا حتّى ما بعد العقد السابع ، حسبما يبدو من التواريخ المسجّلة قيد كتابه.
وكان المؤلّف داعية للمذهب الكيواني القائل بوحدة الوجود ، ورفض المذاهب ، والاجتماع على كتاب «الدساتير» الذي زعمه امّ الكتب ومجتمع الشرايع كلّها ، نسبه إلى نبيّ يقال عنه أنّه «ساسان». ومن ثمّ فإنّ المؤلّف في كتابه «الدبستان» يحاول تضعيف عقائد أصحاب الملل ، والترويج ـ في خفاء والتواء ـ من مذهب أبيه آذركيوان الجديد التأسيس.
وأوّل من أشاد بشأن الكتاب هو «فرنسيس غلادوين» ترجمه إلى الإنجليزية عام ١٧٨٩ م. وفي عام ١٨٠٩ م (ذو القعدة ١٢٢٤ ه ق) طبع الكتاب لأوّل مرّة في «كلكتا» بأمر من مندوب الإنجليز «ويليام بيلى». وهكذا استمرّت طباعته على يد عملاء الاستعمار في الهند وإيران وكذا تراجمه في سائر البلاد ... لماذا؟ لأمر مّا جدع قصير أنفه!
٢٧ ـ مأساة كتاب «الفرقان»!
هذا الكتاب (٤) أثار في وقته ضجّة عارمة في القطر المصري وقام الأزهر في وجهه
__________________
(١) ـ ج ٣ ، ص ٤٤٢.
(٢) ـ الموبد : عنوان يطلق على الزعماء الدينيين في مصطلح المجوس.
(٣) ـ ص ٢٢١.
(٤) ـ تأليف ابن الخطيب محمد محمد عبد اللطيف من علماء مصر المعروفين. طبع كتابه هذا في مطبعة دار الكتب المصرية ـ