الفصل الثاني
ملخّص دلائلنا
على دحض شبهة التحريف
ما نعرضه من مباحث في فصول قادمة هي الأهمّ من دلائلنا على إبطال مزعومة التحريف ، فكان يجب أن نقدّم خلاصة من تلك الأبحاث ليكون القارئ على بصيرة من الأمر ، ويعرف مدى صلة هذه المسائل مع مسألة التحريف حسب تسلسلها الفنّي ، بلوغا إلى النتيجة المتوخّاة في نهاية المطاف. وقد لخّصناها في بنود :
١ ـ ضرورة التاريخ
إذ من بديهة العقل أنّ مثل القرآن الكريم يجب أن يسلم عن احتمال أيّ تغيير أو تبديل فيه ، حيث إنّه كان الكتاب الذي وقع ـ من أوّل يومه ـ موضع عناية امّة كبيرة واعية ، كانت تقدّسه وتعظّمه في إجلال وإكبار وحفاوة حاشدة. ولا عجب فإنّه المرجع الأوّل لجميع شؤونهم في الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية. فكان أساس الدين ومبنى الشريعة وركن الإسلام. وهو المنبع الأصيل لامّهات مسائل فروع الدين واصوله. ومن ثمّ كان الجميع في حراسته والمواظبة على سلامته وبقائه مع الخلود. فيا ترى كيف يمكن