الفصل الثامن
التحريف عند متطرّفة الأخباريّة
تلك كانت مهزلة القول بالتحريف عند حشويّة العامّة ، والآن فاستمع إلى مهزلة اخرى أثارها فئة متطرّفة تزعم انتماءها إلى الشيعة الإماميّة (١) إلّا أنّهم واكبوا إخوانهم الحشويّة في المسّ بكرامة القرآن من غير ما مبالاة!
وقد عرفت آنفا أنّ المحقّقين من علمائنا الذين هم أهل النظر والاجتهاد قد أجمعوا على رفض احتمال التحريف في كتاب الله ، استنادا إلى دليل العقل وتواتر النقل ، ولا يزالون على ثبات العقيدة الاولى التي نصّ عليها القرآن الكريم.
وكذلك جلّ أهل الحديث من عظماء الطائفة وافقوا أهل التحقيق في إنكار التحريف ، منذ عهد رئيس المحدّثين أبي جعفر الصدوق (٣٨١) حتى عصر العلمين : الفيض الكاشاني (١٠٩٠) والحرّ العاملي (١١٠٤) وقفوا جميعا وقفة حازم ، جنبا إلى جنب المجتهدين.
نعم ، حدثت فكرة وقوع التحريف من قبل فئة هم شرذمة قليلة من هذه الامّة ممّن لا
__________________
(١) ـ وقد عبّر عنهم المولى التستري ـ في كتابه مصائب النواصب ـ بالشرذمة القليلة من هذه الامة ممّن لا اعتداد بهم في جماعة الشيعة الإمامية. آلاء الرحمان ، ج ١ ، ص ٢٥ ـ ٢٦.