فقوله : «يعني» يدلّ على أنّه تفسير. إذ معنى التنزيل هنا هو شأن النزول. فزعمه أهل القول بالتحريف أنّه كان قرآنا فاسقط.
وأخيرا يقول : هذه الرواية وأمثالها قاطعة لتشبّثات فصل الخطاب بما حشّده من الروايات التي عرفت حالها إجمالا وإلى ما ذكرنا وغيره يشير ما نقلناه من كلمات العلماء الأعلام قدّست أسرارهم. (١)
تراجع أم التواء في التعبير؟!
قد سمعت الشيخ النوري تراجعه عن رأيه في التحريف ، زاعما أنّه حاول في كتابه «فصل الخطاب» إثبات عدم تحريف الكتاب المودع بأيدي المسلمين منذ الجمع الأوّل فإلى الآن ، وإن كان هناك تغيير ففي الكتاب النازل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ضاع منه ما غفل عنه الجامعون.
هذا كلامه في «الرسالة الجوابية» التي كتبها ردّا على كتاب «كشف الارتياب» الذي نقض شبهات «فصل الخطاب». ومن ثمّ جعل الرسالة متمّمة للفصل ولم يرض فصلها عنه! وبهذا الاسلوب الملتوي حاول التمويه على اولئك المعترضين الذين قاموا ضدّه وأثاروا العجاج على إقدامه ذلك الجريء! وأظنّه قد فشل في هذه المحاولة ، إذ يقول : إنّي حاولت في هذا الكتاب إثبات عدم تحريف القرآن ، فبالحري أن يسمّى «فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب» العزيز الحميد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
يا لله والتساهل بشأن الكتاب العزيز ، وليته اعترف بخطئه صريحا واستغفر ربّه وأناب ، وترك هذا الالتواء المفضوح!
إنّه حشّد كتابه بأباطيل القول بالتحريف وقاس القرآن بالعهدين (٢) فى التلاعب به ـ
__________________
(١) ـ آلاء الرحمان ، ج ١ ، ص ٢٩.
(٢) ـ راجع الدليل الأوّل من أدلّته الاثنتي عشرة على التحريف ، قال : اليهود والنصارى حرّفوا كتبهم بعد نبيّهم ، فهذه الامّة أيضا لا بدّ أنّ تحرّف القرآن بعد نبيّنا ... فصل الخطاب ، ص ٣٥.