الوحي النازل». (١)
وقد فرغ من تأليف فصل الخطاب في ٢٨ / ج ٢ / ١٢٩٢. وطبعت في ١٢ / شوّال / ١٢٩٨.
وأيضا كتب في الردّ عليه معاصره العلّامة السيد محمد حسين الشهرستاني (ت ١٣١٥) في رسالة أسماها «حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف». وقد أحسن الكلام في الدلالة على صيانة القرآن عن التحريف وردّ شبهات المخالف ببيان واف شاف. والرسالة في واقعها ردّ على فصل الخطاب ، ولكن في اسلوب ظريف بعيد عن التعسّف والتحمّس المقيت. (٢)
وهكذا كتب في الردّ عليه كلّ من كتب في شؤون القرآن أو في التفسير ، كالحجّة البلاغي (ت ١٣٥٢) في مقدّمة تفسيره (آلاء الرحمن) قال تشنيعا عليه : وإنّ صاحب فصل الخطاب من المحدّثين المكثرين المجدّين في التتبّع للشواذّ وإنّه ليعدّ هذا المنقول من «دبستان المذاهب» ضالّته المنشودة ، مع اعترافه بأنّه لم يجد لهذا المنقول أثرا في كتب الشيعة. (٣)
ثمّ يذكر طرفا من روايات تذرّع بها أهل القول بالتحريف ، ويحكم عليها بالضعف والشذوذ ، وأنّ لها محامل غير ظاهرها المريب ـ كالرواية عن الكافي ـ في قوله تعالى : (هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) ، (٤) قال عليهالسلام : يعني أمير المؤمنين عليهالسلام. قال الراوي : تنزيل؟ قال : نعم. (٥)
__________________
(١) ـ الذريعة ، ج ١٠ ، ص ٢٢٠ ـ ٢٢١ : وج ١٦ ، ص ٢٣١ ـ ٢٣٢ ؛ وج ١٨ ، ص ٩. ولصاحب الذريعة رسالة حاول فيها الدفاع عن شيخه النوري أسماها «النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف» حاول فيها تأويل ما عرف عن شيخه من القول بتحريف الكتاب. وقدّمه للشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء يطلب رأيه في الكتاب. فقرظه الشيخ ورجّح فيه عدم نشره. ومن ثمّ لم يطبعها امتثالا لأمره. الذريعة ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٨. وراجع أيضا كتاب يوم الأربعين للقاضي ، ص ١٥.
(٢) ـ راجع : البرهان للبروجردي ، ص ١٣٨ ـ ١٤٢.
(٣) ـ آلاء الرحمان ، ج ١ ، ص ٢٥. وسنذكر المنقول من كتاب دبستان المذاهب في «التحريف عند حشوية العامة» ، رقم ٢٥ : سورة الولاية المفتعلة.
(٤) ـ المطفّفين ٨٣ : ١٧.
(٥) ـ الكافي ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، رقم ٩١.