المعصومون عن الزلل وهم الأئمّة عليهمالسلام. (١)
* * *
النوع الثاني : ما قدّمنا الإشارة إليه (٢) من قراءات منسوبة إلى بعض الأئمّة ، عن طريق الآحاد ، ربّما كانت تخالف قراءة الجمهور ، ومتوافقة أحيانا مع بعض القراءات الشاذّة في مصطلحهم. وقد أسبقنا أن لا حجّية فيها أوّلا ، لأنّ القرآن إنّما يثبت بالتواتر لا بالآحاد. وثانيا لم يكن الاختلاف في القراءة دليلا على الاختلاف في نصّ الوحي ، لأنّ القرآن شيء والقراءات شيء آخر ، كما أسلفنا. فلا يصلح ذلك مستمسكا للقول بالتحريف. قال الإمام الصادق عليهالسلام : القرآن نزل على حرف واحد من عند الواحد (٣) وفي رواية اخرى : ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة (٤) وهم القرّاء يزعمون النصّ فيما يرون. وطريقهم الآحاد ، فلا يثبت بقراءتهم قرآن ، حتّى ولو كان القارئ المنسوب إليه من كبار السلف ، اللهمّ إذا قرأ بها الجمهور ، حكاية عن النصّ الأصل بلا ريب.
وإليك نماذج من قراءات منسوبة إلى الأئمّة عليهمالسلام جاءت برواية الكليني في «الكافي» الشريف ، مضافا إلى ما سبق برواية الطبرسي في «مجمع البيان» والأسانيد في الغالب ضعيفة على كلّ حال. (٥)
١ ـ روى شيخ الطائفة في «التهذيب» عن الشيخ المفيد بإسناده عن غالب بن الهذيل ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (٦) على الخفض هي أم على النصب؟ قال : بل هي على الخفض. (٧)
وبما أنّ القراءة المشهورة على النصب أخذ المحدّث النوري من هذا الحديث مستمسكا لزعمه في التحريف. (٨)
__________________
(١) ـ مرآة العقول ، ج ٥ ، ص ٧٩.
(٢) ـ فيما خصّ نقله من مجمع البيان.
(٣) ـ الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٣٠ ، رقم ١٣.
(٤) ـ المصدر ، رقم ١٢.
(٥) ـ إمّا مرسلة أو مجهولة أو مقطوعة الأسناد.
(٦) ـ المائدة ٥ : ٦.
(٧) ـ تهذيب الأحكام ، ج ١ ، ص ٧١. وتبديل الواو فاء في الأصل دليل آخر على الغمز في صحة الرواية.
(٨) ـ فصل الخطاب ، ص ٢٨٠.