وقيل : ما بين (٥٠) فإلى (٦٠). و«متّى» المعروف كان من الحواريين.
وعلى الاحتمال الأوّل فيتأخّر تاريخ كتابته عن رفع المسيح عليهالسلام بتسعة أعوام ، نظرا لأنّ المسيح قد صلب عام (٢٩) وكان عمره الشريف (٣٣) سنة. لأنّ مبدأ التاريخ الميلادي الدارج متأخّر عن ولادة المسيح بأربعة سنين ، لأنّ المسيح ولد عام (٧٤٩) من تاريخ تأسيس روما ، ويبدأ التاريخ الميلادي من سنة (٧٥٣). (١)
أمّا الإنجيل المنسوب إلى «مرقس» ـ تلميذ «بطرس» ومرافقه في رحلاته وأسفاره ـ فقيل إنّه كتبه عام (٦١) وقيل : أكثر ، في رومية متأثّرا بتعاليم استاذه. لكن تأخّر انتشاره إلى ما بعد وفاة بطرس وبولس حوالي سنة سبعين. (٢)
و«لوقا» الكاتب كان تلميذا لبولس ومن أصحابه الملازمين له. كتب رسالتين ، إحداهما : في حياة المسيح ، وهي المعروفة بإنجيل لوقا. والثانية : في أخبار الحواريين المعروفة بأعمال الرسل. ويرجّح أنّه كتبهما عام (٦٣) أو بعدها بفترة. (٣)
و«يوحنا» المنسوب إليه رابع الأناجيل يحتمل أنّه الحواري المعروف ، أو شخص آخر كان معروفا بيوحنا الشيخ. يرجع تاريخ كتابته إلى أواخر القرن الأوّل للميلاد.
قيل : إنّه كتبه بالتماس أساقفة آسيا الصغرى ، حيث لم يجدوا من تعاليم المسيح عليهالسلام ما يسدّ مآربهم في الإرشاد الديني ، فكتبها عام (٩٦). حسب ما قاله «جرجس الفتوحي». (٤)
أين صار الإنجيل النازل على المسيح؟
تلك الأناجيل الأربعة المعروفة لا شكّ أنّها كتبت تأريخا عن حياة عيسى المسيح عليهالسلام وعن سيرته حتى توفّاه الله ورفعه إليه. ولم يدّع أحد من مؤلّفي الأناجيل أنّ
__________________
(١) ـ راجع : الميزان ، ج ٣ ، ص ٣٤٢ و ٣٤٥ ؛ والقاموس ، ص ٧٨٢ و ٨٠٦ ؛ والرحلة المدرسية ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ وأنيس الأعلام ، ج ٢ ، ص ٥ و ٦٧.
(٢) ـ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٧٩٢.
(٣) ـ المصدر ، ص ٧٧٢.
(٤) ـ المصدر ، ص ٩٦٦. وراجع : قصص الأنبياء للنجّار ، ص ٤٠١.