ترجموها إلى «المبشّر» أو «المسلّي». (١)
وقال الحجّة البلاغي : الكلمة في الأصل اليوناني «پيركلوطوس» الذي تعريبه «فيرقلوط» بمعنى «كثير المحمدة» الموافق لاسم «أحمد» و«محمّد» ، لكنّهم صحّحوه حسب زعمهم إلى «پيراكلى طوس» ويعبّرون عنه ب «فارقليط» كما عن التراجم المطبوعة بلندن سنة (١٨٢١ و ١٨٣١ و ١٨٤١ م) ومطبوعة وليم بلندن (١٨٥٧ م) على النسخة الروميّة المطبوعة سنة (١٦٦٤ م) والترجمة العبريّة المطبوعة سنة (١٩٠١ م). لكن أبدله بعض المترجمين إلى لفظة «المعزّي والمسلّي» وشاع ذلك. (٢)
شهادة الاسقف الأعظم
يقول القسيس المستبصر فخر الإسلام : كنت عند الاسقف الأعظم أتتلمذ لديه ـ وكان يحبّني ويقرّبني إليه ـ فسألته عن تفسير كلمة «فارقليطا» في السريانية ، و«پيركلوطوس» في اليونانيّة ما هو المراد الحقيقي؟
وكان قد جرى بيني وبين سائر التلامذة حديث ومشاجرة في تفسيرها ومن ثمّ حاولت فهم معناها الصحيح من الأب الأعظم.
فأشفق عليّ الاسقف ولا طفني وأخذته العبرة فقال : يا بنيّ ، يصعب عليّ مخادعتك ، ولكن لو بحت بسرّي هلكت! فحلفت له الأيمان المغلّظة ، أن لا أبوح بسرّه حيّا وميّتا كما أخذ عليّ العهد.
فأعطاني مفتاح غرفة كان قد خصّصها لنفسه ، وكنت قد ظننت أنّ بها أمواله ونقوده التي تعلّق بها ، وأذن لي في فتح صندوق فيه كتب عتيقة ، منها نسختان من الكتاب المقدّس على ورق الجلد ، إحداهما سريانية والاخرى يونانية. وكان تاريخ كتابتهما يعود إلى ما قبل الإسلام.
وكانت ترجمة اللفظة فيهما : «أحمد» و«محمّد» صريحا. (٣)
__________________
(١) ـ بهامش أنيس الأعلام ، ج ١ ، ص ١٣.
(٢) ـ الرحلة المدرسية ، ج ٢ ، ص ٣٣.
(٣) ـ راجع تفصيل القضية في أنيس الأعلام ، ج ١ ، ص ٨ ـ ٢٠.