ويكفينا صراحة التوراة المتكرّرة بكون ذلك النبي من إخوة بني إسرائيل لا منهم. (١)
٢ ـ وفي سفر اشعياء (أصحاح ٢١ ، ع ٧) : «فرأى ركّابا أزواج فرسان ، ركاب حمير وركاب جمال ...» ، (٢) كانت بشائر بأفراج تأتي على يد «راكبي حمار» كناية عن ظهور المسيح عليهالسلام. و«راكبي جمال» كناية عن ظهور نبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآله.
والترجمة هكذا جاءت بصيغة الجمع ، أمّا الأصل فكان بصيغة الإفراد.
قال الحجّة البلاغي : لأنّ الأصل العبري هكذا : «ورآه ركب صمد ركب حمور وركب جمل» وهو لفظ مفرد ، أمّا الجمع في العبرية فيأتي بلفظ «ركبيم ، جمليم ، حموريم».
قال : وهذه الترجمة المحرّفة (بصيغة الجمع) موجودة في كافّة التراجم المطبوعة ، سوى النسخة المطبوعة في لندن سنة (١٨٥٦ م) والمطبوعة في ادن برغ سنة (١٨٤٥ م). فإنّهما بالإفراد طبقا للأصل.
قال : وهذا التحريف يهدف إلى تمويه الأمر على العوام لئلّا تنصرف أذهانهم إلى خصوص شخص النبي صلىاللهعليهوآله لو كان بصيغة الإفراد. (٣)
٣ ـ وهكذا اختلف المترجمون في تفسير كلمة «فارقليطا» معرّب «پيركلوطوس» اليونانية. (والأصل المحفوظ من إنجيل يوحنا هي النسخة اليونانية المترجمة عن الأصل العبري).
جاء في إنجيل يوحنا (أص ١٥ ، ع ٢٦ وأص ١٦ ، ع ٧) تبشير المسيح عليهالسلام بنبيّ يأتي من بعده ، فيذكره بصفات وسمات ، منها تلك اللفظة ، وقد ترجمت إلى «المبشّر» أو «المسلّي». (٤)
قال فخر الإسلام : كلمة «پارقليطا» سريانية ، مأخوذة عن أصل يوناني هي «پرى قلى طوس» بمعنى «كثير المحمدة» وينطبق تماما على اسم «محمّد وأحمد». لكن القوم زعموها مأخوذة من لفظ «پاراقلى طوس» التي هي بمعنى «صاحب التسلية» ومن ثمّ
__________________
(١) ـ الرحلة المدرسية ، ج ١ ، ص ٧٤.
(٢) ـ العهد القديم ، ص ١٠١٥.
(٣) ـ الرحلة المدرسية ، ج ١ ، ص ٧٥.
(٤) ـ العهد الجديد ، ص ١٧٧ و ١٧٨.