بابل. وجاء في الرسالة ـ مضافا إلى ذلك ـ : أنّهما كانا يخونان أصحابهما فيعملون القبيح فيهم ويزنيان بنسائهم. (١)
وكان الملك «صدقيّا» يتواطأ مع أنبياء كانوا لا يتورّعون الكذب ليقوموا بإغواء الأسباط ويفسدوهم. (٢)
نهاية أمر سفر الشريعة
كان حظّ سفر الشريعة الذي عثر عليه الكاهن «حلقيّا» أن لا يعيش سوى ثلاثة عشر عاما ، بقية ملك الملك «يوشيّا» الذي حكم البلاد إحدى وثلاثين سنة ، كان العثور على السفر في السنة السابعة عشرة من ملكه.
مات «يوشيّا» عام (٦٠٩ ق. م) فمات السفر بموته وضاعت الشريعة ثانيا مع الأبد ، حيث أخلافه عادوا إلى وثنية أسلافهم مع ضعف وانهيار ، ومن أجله هجر البيت وذهبت معالمه أدراج الرياح ولم يعد للشريعة وسفرها ذكر.
وانتهى الأمر أخيرا بإغارة «بخت نصّر» للبلاد ، مرتين : إحداهما عام (٥٩٧ ق. م) والثانية القاضية كانت عام (٥٨٨ ق. م) فكان فيها هلاك الحرث والنسل وإيادة معالم الحياة في ربوع صهيون.
وقد نهب في ذلك جميع ما في البيت ، وأحرق البناء والهيكل والمحراب وكلّ ما في البلاد من أماكن مقدّسة.
وبذلك انتهت حياة العهد القديم. وفي ضمنها التوراة مع الأبد.
كارثة بخت نصّر
حمل «بخت نصّر» ـ في مدّة ملكه (٤٤ سنة من ٦٠٥ إلى ٥٦١ ق. م) ـ على اورشليم أربع مرّات ، كانت الكارثة شديدة في ثنتين منها ، الثانية والرابعة ، ولا سيّما الأخيرة التي
__________________
(١) ـ انظر الإصحاح ٢٩ ، ع ٢١ ـ ٢٣ ارميا ، ص ١١٢٠.
(٢) ـ انظر قاموس الكتاب المقدّس (مادّة صدقيا) ، ص ٥٥٢ ـ ٥٥٣.