الفصل السابع
التحريف
عند حشويّة العامّة
أسلفنا أنّ شبهة التحريف جاءت من قبل روايات عامّية الإسناد ، شاذّة ، حاكتها عقول ضعيفة أو مدخولة ، اعتمدها أصحاب الظواهر من أهل الحديث (الحشوية) ممّن دأبوا على الإكثار من نقل الأحاديث وروايتها نقلا بلا هوادة ورواية بلا دراية ، حتّى ولو صادمت اصول الشريعة أو خالفت مباني الإسلام. ما دام الاهتمام متوجّها إلى جانب تضخّم الحجم مهما كان المحتوى. ومن ثمّ لم يأبهوا عمّن يأخذون وعلام يستندون ، فخلطوا الغثّ بالسمين وخبطوا الحابل بالنابل خبط عشواء!
قال ابن الجوزي : ولكن شره جمهور المحدّثين ، (١) فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل. وهذا قبيح منهم ، لأنّه قد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : من حدّث عنّي حديثا يرى أنّه كذب فهو أحد الكذّابين. (٢)
وفي ذلك يقول الإمام الباقر عليهالسلام : «والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية». (٣)
__________________
(١) ـ عدّهم القاضي عبد الجبّار ، النوابت من الحنابلة ، على ما أسلفنا. راجع : شرح الاصول الخمسة ، ص ٥٢٧.
(٢) ـ الموضوعات ، ج ١ ، ص ٢٤٠. وتنفيق البضاعة ترويجها.
(٣) ـ الكافي ، ج ٨ ، ص ٥٣ رسالة سعد الخير.