رسوله وأيّده بجنود لم تروها» (١) والآية (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) (٢) فقد وضع اسم الظاهر موضع الضمير ـ إن صحّت الرواية ـ تنبيها على أنّ المراد هو الرسول صلىاللهعليهوآله دون صاحبه ، بدليل مرجع الضمير في «أيّده بجنود» الذي ليس سوى الرسول صلىاللهعليهوآله ونظرا لآيات اخرى خصّت نزول السكينة على الرسول (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ، (٣) وعليه فهو تفسير وبيان لمرجع الضمير.
وهذا معنى قوله عليهالسلام : «هكذا تنزيلها» أي بهذا المعنى نزلت ، على ما أسلفنا.
وأمّا قوله : «هكذا نقرأها» ـ إن صحّت الرواية ـ فلعلّها قراءة على خلاف المشهور ، نظير ما اثر عن ابن مسعود من زيادات تفسيرية في قراءته ، ولا مستمسك فيها للقول بالتحريف ، حسبما عرفت غير مرّة.
٢٠ ـ وروى بإسناد مقطوع : قرأ رجل عند أبي عبد الله عليهالسلام : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (٤) فقال : ليس هكذا هي ، إنّما هي : والمأمونون ، فنحن المأمونون. (٥)
والرواية ـ على فرض الصحة ـ إنّما تعني تفسير المؤمنين هنا بالمؤمنين المسؤولين ، أي المتحمّلين لمسؤوليّة الامّة وليس مطلق المؤمنين وإن كانوا مسؤولين نوعا مّا. ولا شكّ أنّ المسؤول العامّ هو الذي اؤتمن على دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم ، وليس سوى الإمام من الأئمّة الهداة المعصومين.
فقوله : «ليس هكذا هي» أي لا يذهب وهمك إلى إرادة عموم المؤمنين ، وإنّما هم المؤمنون الكاملون المراد بهم المسؤولون خاصّة.
قال العلّامة المجلسي ـ في الشرح ـ : أي ليس المراد بالمؤمنين هنا ما يقابل الكافرين ليشمل كلّ مؤمن ، بل المراد بهم الكمّل من المؤمنين وهم المأمونون عن الخطأ
__________________
(١) ـ المصدر ، ص ٣٧٨ ؛ وتفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٢٨ ، رقم ١٣.
(٢) ـ التوبة ٩ : ٤٠.
(٣) ـ الفتح ٤٨ : ٢٦. وفي سورة التوبة (٩ : ٢٦) : «ثمّ أنزل ...».
(٤) ـ التوبة ٩ : ١٠٥.
(٥) ـ الكافي ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ، رقم ٦٢.