لأهل الزيغ والباطل التناوش من هذا الكتاب العزيز الحميد؟!
هكذا استدلّ الشريف المرتضى علم الهدى ، والشيخ الكبير كاشف الغطاء.
قال السيد ـ فيما يأتي من كلامه ـ : (١) «إنّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة. فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته ، وبلغت (أي صحّة نقل القرآن) إلى حدّ لم يبلغه (غيره) فيما ذكرناه ، لأنّ القرآن معجزة النبوّة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتّى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيّرا ومنقوصا ، مع العناية الصادقة والضبط الشديد ...
قال : والعلم بتفصيل القرآن وأبعاضه في صحّة نقله كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنّفة ، ككتاب سيبويه والمزني ، فإنّ أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلهما ما يعلمونه من جملتهما ، حتّى لو أنّ مدخلا أدخل في كتاب سيبويه بابا في النحو ليس من الكتاب لعرف وميّز ، وعلم أنّه ملحق وليس من أصل الكتاب. وكذلك القول في كتاب المزني ...
قال : ومعلوم أنّ العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء ...
وقال شيخ الفقهاء كاشف الغطاء : (٢) وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها ، ولا سيّما ما فيه من نقص ثلث القرآن أو كثير منه. فإنّه لو كان ذلك لتواتر نقله ، لتوفّر الدواعي عليه ، ولاتّخذه غير أهل الإسلام من أعظم المطاعن على الإسلام وأهله ...
ثمّ قال : كيف يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه ، وخصوصا ما ورد أنّه صرّح فيه بأسماء كثير من المنافقين؟! وكيف يمكن ذلك وكان من
__________________
(١) ـ يأتي برقم ٣ من «تصريحات أعلام الطائفة».
(٢) ـ يأتي تفصيل كلامه برقم ٨ من «تصريحات أعلام الطائفة».