فقد نسبت إلى الأشعري باسم : رسالة الناسخ والمنسوخ. وإلى النعماني باسم : ما ورد في صنوف آيات القرآن. وإلى المرتضى باسم : رسالة المحكم والمتشابه. (١)
قال العلّامة المجلسي ـ بعد نقل تمام الرسالة منسوبة إلى النعماني ـ :
وجدت رسالة قديمة هكذا : حدّثنا جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدّثني سعد الأشعري أبو القاسم ، وهو مصنّفه : الحمد لله ذي النعماء والآلاء والمجد والعزّ والكبرياء ، وصلّى الله على محمّد سيّد الأنبياء وعلى آله البررة الأتقياء. روى مشايخنا عن أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام ... ـ وساق الحديث كما في رسالة النعماني باختلاف يسير ـ. (٢)
هذا مع العلم بأنّ ابن قولويه لم يرو عن سعد إلّا بواسطة أخيه أو أبيه. قال الحسين بن عبيد الله : جئت بالمنتخبات (من كتب سعد) إلى أبي القاسم بن قولويه أقرأها عليه ، فقلت : حدّثك سعد؟ فقال : لا ، بل حدّثني أبي وأخي عنه ، وأنا لم أسمع من سعد إلّا حديثين ـ وفي رواية إلّا أربعة أحاديث ـ. (٣)
ومن ثمّ قال المحقّق الطهراني : لعلّ في السند سقطا. (٤) هذا والرواية من سعد مجهولة الإسناد إلى الصادق عليهالسلام ، لأنّه يروي عن مشايخه عن أصحابنا عنه عليهالسلام.
وأمّا نسبة الرسالة إلى النعماني فقد جاء في مقدّمتها بعد الحمد والصلاة هكذا : واعلم يا أخي أنّ القرآن جليل خطره عظيم قدره ـ إلى أن يقول : ـ قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه في تفسير القرآن : حدّثنا ابن عقدة عن الجعفي عن ابن مهران عن الحسن
__________________
(١) ـ واحتمل أخيرا انتسابها إلى الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني من رؤساء الواقفية ، لأنّ له رسالة باسم «فضائل القرآن» ذكر النجاشي (ج ١ ، ص ١٣٣) إسناده بذلك الكتاب بنفس الإسناد المذكور في مقدمة رسالة النعماني! لكنّه احتمال غريب بعد إمكان اتّحاد إسناد النعماني والنجاشي إلى ذلك الكتاب ، وأنّ النعماني نقل عن تلك الرسالة رواية منسوبة إلى الصادق عليهالسلام تنتهي إلى قوله «فضلّوا وأضلّوا». ولا موضع لزعم انتساب جميع رسالة النعماني إليه! وعلى الفرض فليس حال البطائني بأحسن من حال غيره في عدم صحة الاستناد إليه!
(٢) ـ بحار الأنوار ، ج ٩٠ ، ص ٩٧.
(٣) ـ معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٧٥ و ٧٩.
(٤) ـ الذريعة ، ج ٢٤ ، ص ٩.