بقي القول الوسط وهو ما تذهب الشيعة إليه من اعتبار منازل الصحابة حسب الأعمال ودرجة الإيمان ، وذلك ان الصحبة شاملة لكل من صحب النبي (ص) أو رآه أو سمع حديثه فهي تشمل المؤمن والمنافق والعادل والفاسق والبر والفاجر ، كما يدل عليه قول النبي (ص) في غزوه تبوك عند ما أخبره جبرائيل بما قاله المنافقون أن محمدا يخبر بأخبار السماء ولا يعلم الطريق إلى الماء فشكا ذلك إلى سعد بن عبادة فقال له سعد إن شئت ضربت أعناقهم قال (ص) : لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ولكن نحسن صحبتهم ما أقاموا معنا.
روى مسلم والنسائي في الخصائص ص ٢٧ عن النبي (ص) أنه قال لعلي (ع) لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وقال الحسن البصري في حق معاوية أربع خصال في معاوية لو لم تكن إلا واحدة لكانت موبقة : خروجه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها بغير مشورة منهم ، واستخلافه ليزيد وهو يسكر ويلبس الحرير ويضرب بالطنابر ، وادعاؤه زيادا وقال النبي (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وقتل حجر بن عدي وقد ذكر أبو زهرة في كتابه الإمام الصادق (ع) ص ١١٢ وقد لام كثيرون معاوية على سب سيف الله علي بن أبي طالب (ع) وقد أرسلت أم سلمة تقول له إنكم تلعنون الله ورسوله إذ تلعنون علي بن أبي طالب (ع) ومن يحبه وأشهد أن الله ورسوله يحبانه.
وعلى هذا كان معاوية وحزبه في عداد الصحابة محل تقدير النبي (ص) وهم يعلنون سب علي (ع) حتى ورد انه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي (ع) بما سنّه لهم معاوية بن أبي سفيان وأخرج الدار قطني أن مروان بن الحكم قال ما كان أحد أدفع عن عثمان من علي (ع) وقد أشار إلى ذلك العلامة أحمد الحفيظ الشافعي في ارجوزته :
وقد حكى الشيخ السيوطي أنه |
|
قد كان فيما جعلوه سنه |