ومنه حديثه الآخر «إنى لأَقْرَبُكُم شبها بصلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وفيه «من غيّر المطربة والمَقْرَبَةَ فعليه لعنة الله» المَقْرَبة : طريق صغير ينفذ إلى طريق كبير ، وجمعها : المُقَارِب. وقيل : هو من القَرَب ، وهو السّير بالليل. وقيل السّير إلى الماء.
(ه) ومنه الحديث «ثلاث لعينات : رجل عوّر (١) طريق المَقْرَبة».
(ه) وفى حديث عمر «ما هذه الإبل المُقْرِبة» هكذا روى بكسر الراء. وقيل : هى بالفتح وهى التى حزمت للركوب. وقيل : هى التى عليها رحال مُقْرَبة بالأدم ، وهو من مراكب الملوك ، وأصله من القِراب.
(ه) وفى كتابه لوائل بن حجر «لكل عشرة من السّرايا ما يحمل القِرَابُ من التّمر» هو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه ، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره.
قال الخطّابى : الرواية بالباء هكذا ، ولا موضع لها هاهنا ، وأراه «القراف» جمع قرف ، وهى أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للسّفر ، وتجمع على : قروف ، أيضا.
(ه) وفيه «إن لقيتنى بقُراب (٢) الأرض خطيئة» أى بما يُقارِب ملاها ، وهو مصدر : قَارَب يُقارِب.
(س) وفيه «اتّقوا قُرَابَ المؤمن فإنه ينظر بنور الله» وروى «قُرابة المؤمن» يعنى فراسته وظنّه الذى هو قَريب من العلم والتّحقّق ؛ لصدق حدسه وإصابته. يقال : ما هو بعالم ولا قُرَاب عالم ، ولا قُرابة عالم ، ولا قَريب عالم.
[ه] وفى حديث المولد «فخرج عبد الله أبو النبى صلىاللهعليهوسلم ذات يوم مُتَقَرِّباً متخصّرا بالبطحاء» أى واضعا يده على قُرْبِه : أى خاصرته.
وقيل : هو الموضع الرّقيق أسفل من السّرّة.
__________________
(١) فى الأصل ، واللسان وشرح القاموس : «غوّر» بالغين المعجمة. وأثبته بالعين المهملة من ا واستنادا إلى تصحيحات الأستاذ عبد السلام هارون للسان العرب. قال : «والطريق لا يغوّر ، وإنما يعوّر ، أى تفسد أعلامه ومناره. ومنه قولهم : «طريق أعور» أى لا علم فيه. وقد جاء على هذا الصواب فى تهذيب الأزهرى ، مادة (قرب)».
(٢) قال فى القاموس : «وقاب الشىء بالكسر ، وقرابه ، وقرابته بضمهما : ما قارب قدره».