قيل : هى من الْمَلل ، أى كثر مطرها حتى مَلِلْنَاها.
وقيل : هى «ملتنا» بالتّخفيف ، من الامتلاء ، فخفّف الهمز. ومعناه : أوسعتنا سقيا وريّا.
وفى قصيد كعب بن زهير :
* كأنّ ضاحيه بالنّار مَمْلُولُ *
أى كأنّ ما ظهر منه للشمس مشوىّ بالمَلَّةِ من شدّة حرّه.
(س) وفيه «لا تزال المَلِيلَةُ والصّداع بالعبد» المَلِيلَةُ : حرارة الحمّى ووهجها.
وقيل : هى الحمّى التى تكون فى العظام.
وفى حديث المغيرة «مَلِيلَةُ الإرغاء» أى مملُولَةُ الصّوت. فعيلة بمعنى مفعولة ، يصفها بكثرة الكلام ورفع الصّوت ، حتى تُمِلَ السّامعين.
(س) وفى حديث زيد ، أنّه أَمَلَ عليه «لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» يقال : أَمْلَلَتُ الكتاب وأَمْلَيْتُه ، إذا ألقيته على الكاتب ليكتبه.
(س) وفى حديث عائشة «أصبح النبىّ صلىاللهعليهوسلم بِمَلَلٍ ، ثم راح وتعشّى بسرف» مَلَلٌ ـ بوزن جمل ـ موضع بين مكة والمدينة ، على سبعة عشر ميلا (١) من المدينة.
(ململ) ـ فى حديث أبى عبيد «أنه حمل يوم الجسر ، فضرب مَلْمَلَةَ الفيل» يعنى خرطومه.
__________________
وقال الإمام النووى فى شرحه على مسلم ٦ / ١٩٥ : «هكذا ضبطناه : ومكثنا. وكذا هو فى نسخ بلادنا ، ومعناه ظاهر. وذكر القاضى فيه أنه روى فى نسخ بلادهم على ثلاثة أوجه ، ليس منها هذا. ففى رواية لهم : «وبلّتنا» ومعناه أمطرتنا. قال الأزهرى : بلّ السحاب بالمطر بلّا ، والبلل : المطر. ويقال : انهلت ، أيضا. وفى رواية لهم : «وملتنا» بالميم ، مخففة اللام. قال القاضى : ولعل معناه : أوسعتنا مطرا. وفى رواية : «ملأتنا» بالهمز.
(١) فى ياقوت ٨ / ١٥٣ : «ثمانية وعشرين ميلا»