الباب المائة
في قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى
وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ).
من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث
الأول : الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا محمد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب قال : حدّثنا محمد بن الفضل بن مختار الباني ويعرف بفضلان صاحب الجار قال : حدّثني أبو الفضل بن مختار عن الحكم عن ظهير الفزاري الكوفي عن ثابت بن أبي صفية عن أبي حمزة الثمالي قال : حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة قال : حدّثني سلمان الفارسي رحمهالله ، قال دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي قبض فيه ، فجلست بين يديه وسألته عما يجد وقمت لأخرج ، فقال لي : اجلس يا سلمان فسيشهدك الله عزوجل أمرا إنه لمن خير الأمور ، فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته ورجال من أصحابه ، ودخلت فاطمة ابنته فيمن دخل ، فلمّا رأت ما برسول الله صلىاللهعليهوآله من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدّها ، فأبصر ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : ما يبكيك يا بنيّة أقر الله عينيك ولا أبكاك؟
قالت : وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف؟ قال لها : يا فاطمة توكلي على الله واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وأمهاتك من أزواجهم ، ألا أبشّرك يا فاطمة؟
قالت : بلى يا نبي الله ، أو قالت : يا أبت ، فقال : أما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا وبعثه إلى كافة الخلق رسولا ، ثم اختار عليا فأمرني فزوّجتك إيّاه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا ، يا فاطمة إنّ عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا ، وأقدمهم سلما وأعظمهم علما وأحلمهم حلما ، وأثبتهم في الميزان قدرا ، فاستبشرت فاطمة عليهاالسلام فأقبل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : هل سررتك يا فاطمة؟ قالت : نعم يا أبت ، قال : أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخير وفواضله؟
قالت : بلى يا نبي الله.