الباب الثامن والتسعون
في قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)
من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا
الأول : علي بن إبراهيم في تفسيره ، أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن الحسين بن علي العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسل إلى بلال فأمره أن ينادي بالصلاة قبل كل يوم في رجب لثلاث عشرة خلت منه ، قال : فلمّا نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا وقالوا : رسول الله بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت ، فاجتمعوا وحشدوا فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله يمشي حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادتيه ، وفي المسجد مكان يسمى السدة فسلّم ثم قال : هل تسمعون يا أهل السدة؟ فقالوا سمعنا وأطعنا ، فقال : هل تبلّغوه؟ قالوا : ضمنّا ذلك لك يا رسول الله ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبركم أنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما وذلك قوله (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (١) فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرها ثلثا وذلك قوله (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٢) فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٣) فقبيلتي خير القبائل ، وأنا سيد ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا وذلك قوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٤).
ألا وإنّ الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي وأنا سيد الثلاثة وأتقاهم لله ولا فخر ، اختارني وعليا وجعفرا ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب كنّا رقودا بالأبطح ليس منّا إلّا مسجّى بثوبه على وجهه ، علي بن أبي طالب عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي فما نبهتني عن رقدتي
__________________
(١) الواقعة : ٢٧.
(٢) الواقعة : ٨ ، ٩ ، ١٠.
(٣) الحجرات : ١٣.
(٤) الاحزاب : ٣٣.