الباب الخامس والأربعون ومائتان
في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ)
إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)
من طريق العامّة وفيه ثلاثة أحاديث
الأوّل : الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) إنّ الآية نزلت في بني أميّة أولئك الذين لعنهم الله وأصمّهم وأعمى أبصارهم (١).
الثاني : محمّد بن العبّاس رواه من طريق العامّة قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب عن حسين ابن خزيمة الرازي عن عبد الله بن بشير عن أبي هودة عن إسماعيل بن عبّاس عن جويبر عن الضحّاك عن ابن عيّاش في قوله عزوجل : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أنّ الآية نزلت في بني اميّة وبني المغيرة أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم (٢).
الثالث : كتاب «الصراط المستقيم» رواه من طريق العامّة قال أسند سليم إلى معاذ بن جبل أنّه عند وفاته دعا على نفسه بالويل والثبور ، قلت : إنّك لتهذي ، قال : لا والله ، قلت : فلم ذلك؟
قال : لموالاتي عتيقا وعمر على أن أزوي خلافة رسول الله صلىاللهعليهوآله عن عليّ. قال : وروي مثل ذلك عن عبد الله بن عمر أن أباه عمر قاله ، وروي عن محمّد بن أبي بكر أنّ أباه قاله وزاد فيه أنّ أبا بكر قال : هذا رسول الله ومعه عليّ بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة وهو يقول : وقد وفيت بها وتظاهرت على وليّ الله أنت وأصحابك ، فابشر بالنار في أسفل السافلين ، ثمّ لعن ابن صهاك وقال : هو الذي صدّني عن الذكر بعد إذ جاءني ، قال : قال العبّاس بن الحارث : لمّا تعاقدوا عليها نزلت (الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ) الآية قال : وقد ذكرها أبو إسحاق في كتابه وابن حنبل في مسنده والحافظ في حليته والزمخشري في فائقه ونزل (وَمَكَرُوا مَكْراً ، وَمَكَرْنا مَكْراً) الآيتان (٣).
__________________
(١) تفسير الثعلبي المخطوط ، مورد الآية ، ونبشّر القرّاء الأعزاء أنّه قيد الطبع.
(٢) بحار الأنوار : ٢٣ / ٣٨٥ ح ٨٩.
(٣) الصراط المستقيم : ٢ / ٣٠٠.