الباب السبعون ومائة
في قوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ)
من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث
الأوّل : محمّد بن العبّاس قال عليّ بن العبّاس عن أبي سعيد عن عبّاد بن يعقوب عن فضل بن القاسم البرّاد عن سفيان الثوري عن زبيد النّامي عن مرّة عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقرأ (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعليّ وكان الله قويّا عزيزا (١).
الثاني : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن يونس بن المبارك عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن يحيى بن معلّى الأسلمي عن محمّد بن عمّار عن زريق عن أبي إسحاق عن أبي زياد ابن مطرب قال : كان عبد الله بن مسعود يقرأ (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) بعليّ (٢).
وسبب نزول الآية : أنّ المؤمنين كفوا القتال بعليّ عليهالسلام وإنّ المشركين تحوّلوا واجتمعوا في غزاة الخندق وهو أنّ عمرو بن عبد ودّ كان فارس قريش المشهود وكان يعدّ بألف فارس وكان قد شهد بدرا ولم يشهد أحدا ، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلّما ليرى الناس مقامه ، فلمّا رأى الخندق قال : مكيدة لم يعرفها من قبل ، وحمل فرسه عليه فقطعه ووقف بإزاء المسلمين ونادى هل من مبارز فلم يجبه أحد ، فقام عليّ عليهالسلام وقال : أنا يا رسول الله صلّى الله عليك وآلك فقال : إنّه عمرو اجلس ، فنادى ثانية فلم يجبه أحد ، فقام عليّ عليهالسلام وقال : أنا يا رسول الله ، فقال : إنّه عمرو ، فقال : وإن كان عمروا فاستأذن النبيّ صلىاللهعليهوآله في برازه فأذن له ، قال حذيفة رضى الله عنه : فألبسه رسول الله صلىاللهعليهوآله درعه الفضول وأعطاه ذا الفقار وعمّمه عمامته السحاب على رأسه تسعة أدوار وقال له : تقدّم فلمّا وليّ قال النبيّ : برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه اللهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ، فلمّا رآه عمرو قال له: من أنت؟ قال : أنا عليّ ، قال : ابن عبد مناف؟
قال : أنا عليّ بن أبي طالب ، فقال : غيرك يا بن أخي من أعمامك أسنّ منك فإنّي أكره أن أهرق دمك فقال عليّ عليهالسلام : ولكنّي والله لا أكره أن أهرق دمك ، قال : فغضب عمرو ونزل عن فرسه وعقرها وسل سيفه كأنّه شعلة نار ثمّ أقبل نحو عليّ عليهالسلام فاستقبله عليّ عليهالسلام بدرقته فقدّها وثبت فيها السيف
__________________
(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ٢٥ ح ١٠ ، عن كنز الفوائد.
(٢) بحار الأنوار : ٣٢ / ٢٥ ح ١١.