الباب السابع والمائة
في قوله تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) (١)
من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث
الأول : ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب ، أخبرنا محمد بن عثمان قال : حدّثني محمد بن سليمان بن الحارث قال : حدّثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال : حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال : سئل النبي صلىاللهعليهوآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا ما تبت عليّ ، فتاب عليه. (٢)
الثاني : النطنزي في الخصائص أنه قال ابن عباس : لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال : الحمد لله ، فقال له ربه : يرحمك ربك ، فلمّا أسجد له الملائكة تداخله العجب فقال : يا رب خلقت خلقا هو أحبّ إليك مني ، قال : نعم ، ولو لا هم ما خلقتك قال : يا رب فأرنيهم ، فأوحى الله عزوجل إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب ، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدّام العرش قال : يا رب من هؤلاء؟ قال : يا آدم هذا محمد نبيّي ، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عمّ نبيّي ووصيه ، وهذه فاطمة بنت نبيي ، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي.
ثم قال : يا آدم هم ولدك ، ففرح بذلك ، فلمّا اقترف الخطيئة قال : يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لمّا غفرت لي ، فغفر الله له بهذا ، فهذا الذي قال الله تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) (٣) إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه : اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ ، فتاب الله عليه. (٤)
الثالث : القاضي أبو عمر عثمان بن أحمد أحد شيوخ السنة يرفعه إلى ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله : لمّا شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء حول العرش فقال : يا رب إنّي أرى أشباحا تشبه
__________________
(١) البقرة : ٣٧.
(٢) مناقب ابن المغازلي / ٥٩ / ح ٨٩.
(٣) البقرة : ٣٧.
(٤) اليقين عن الخصائص : ١٧٤.